موجة #مي_تو تفيض على نوبل للسلام

الجائزة العالمية تذهب لاسمين بارزين في مقارعة العنف الجنسي هما الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي لمعالجته ضحايا الاغتصاب والشابة الإيزيدية الناجية من السبي ناديا مراد لدورها في تعريف العالم بما عانته النساء على يد تنظيم الدولة الإسلامية.
فائزان على 'جهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب'
جائزة نوبل تتضمن شهادة وميدالية ذهبية ومكافأة مالية تتخطى المليار دولار

اوسلو - فاز دينيس موكويغي، الطبيب النسائي الذي يعالج ضحايا الاغتصاب في جمهورية الكونغو الديموقراطية، والشابة العراقية الإيزيدية ناديا مراد التي كانت من سبايا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، بجائزة نوبل للسلام الجمعة.

وأعلنت المتحدثة باسم لجنة نوبل النروجية بيريت رايس اندرسن أن الجائزة تكافئ الفائزين على "جهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب".

ويجسد كلا من موكويغي ومراد برأي اللجنة "قضية عالمية تتخطى إطار النزاعات"، وهو ما تشهد عليه حركة #مي تو" التي أحدثت ثورة في العالم منذ سنة بعد الكشف عن اعتداءات جنسية ارتكبها المنتج الاميركي هارفي واينستاين.

وقالت رئيسة لجنة نوبل إن "دنيس موكويغي وناديا مراد جازفا شخصيا بحياتهما عبر النضال بشجاعة ضد جرائم الحرب والمطالبة باحقاق العدالة للضحايا".

وأضافت "لا يمكن الوصول الى عالم أكثر سلمية إلا إذا تم الاعتراف بحقوق النساء الاساسية وأمنهن والحفاظ عليهما في أوقات الحرب".

وتدافع نادية مراد عن الأقلية اليزيدية في العراق واللاجئين وحقوق المرأة بشكل عام. وخطفت من قريتها ثم نقلت إلى مدينة الموصل معقل تنظيم الدولة الاسلامية حينها، وكانت بداية كابوس دام لأشهر بعدما تعرضت للتعذيب والاغتصاب الجماعي قبل أن يتم بيعها مرارا بهدف الاستعباد الجنسي.

وبعد هربها، عاشت الشابة التي تقول إنها فقدت ستة من أشقائها ووالدتها في النزاع، في مخيم للاجئين في كردستان حيث اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين اتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في المانيا.

وبعد وصولها إلى ألمانيا قررت مراد الدفاع عن الأيزيديين، وتدعو مرارا إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرض له الأيزيديون على أنه "إبادة".

لم تتوقف مراد حتى يومنا هذا عن التذكير بوجود أكثر من ثلاثة آلاف أيزيدي مفقود، ربما لا يزالون أسرى لدى التنظيم.

وفي منتصف أيلول/سبتمبر 2016، عينت مراد سفيرة للأمم المتحدة للدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، وخصوصا ما تعرض له الأيزيديون.

أما موكويغي الذي يعالج ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية فيدير مستشفى بانزي في مدينة بوكافو بشرق البلاد.

ويستقبل المستشفى الذي افتتح في 1999 آلاف النساء كل عام تستدعي حالة الكثيرات منهن التدخل الجراحي بسبب العنف الجنسي.

ومنحت جائزة نوبل للسلام العام الماضي إلى "الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية" (آيكان).

وافتتح موسم نوبل 2018 الاثنين في ستوكهولم مع منح جائزة الطب لعالمي المناعة الأميركي جيمس ب. أليسون والياباني تاسوكو هونجو لإحداثهما ثورة في علاج السرطان.

والثلاثاء فاز ثلاثة علماء بنوبل الفيزياء لاكتشافاتهم في مجال فيزياء الليزر التي مهدت الطريق أمام تصميم أدوات دقيقة متطورة تستخدم في جراحات العين وفي الصناعة.

أما نوبل الكيمياء فذهب الأربعاء إلى الأميركية فرانسيس اتش. أرنولد ومواطنها جورج ب. سميث والبريطاني غريغوري ب. وينتر لأعمالهم حول التطور الموجه والأجسام المضادة والببتيدات التي سمحت "بتسخير مبادئ نظرية التطور" لأغراض علاجية وصناعية.

أما جائزة الاقتصاد فتمنح الاثنين المقبل.

وتتضمن جائزة نوبل شهادة وميدالية ذهبية ومكافأة مالية قدرها تسعة ملايين كرونة سويدية (871 ألف يورو).