موريتانيا تدعم الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي والسودان يستعد لتوقيع مماثل

من المتوقع أن يخطو السودان نفس الخطوة التي اتخذتها الإمارات حيث كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين النقاب عن أن بلاده على وشك توقيع اتفاقية سلام مع الخرطوم.

نواكشوط - أكدت موريتانيا دعمها لدولة الإمارات العربية المتحدة في المواقف التي تتخذها وفق مصالحها الوطنية ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة في أحد آخر الردود العربية الداعمة للاتفاق الثلاثي التاريخي الذي وقعته أبوظبي مع واشنطن وتل أبيب.

ونقلت الوكالة الموريتانية للأنباء عن وزارة الخارجية في بيان السبت مواقفها الثابتة تجاه فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح بيان الخارجية "أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تقديرا منها لروابط الأخوة والعلاقات التاريخية التي تربط بين بلادنا ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وثقة منها في حكمة وحسن تقدير قيادتها وما قدمته من تضحيات كبيرة وخدمات جليلة لصالح القضايا العربية والقضية الفلسطينية تحديدا، لتؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك السيادة المطلقة والاستقلالية الكاملة في تسيير علاقاتها وتقدير مواقفها وفق مصالحها الوطنية، ومصالح العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة".

وأضافت "أن ثقتنا مطلقة في قيادة دولة الإمارات المتحدة الشقيقة، وأنها ستراعي في أي موقف تتخذه مصالح الأمة العربية والشعب الفلسطيني ومعاناته وهو يرزح تحت الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وبما عرف عنها من حكمة وحسن تقدير ستتخذ كافة التدابير والضمانات لاستعادة الفلسطينيين حقوقهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وأقامت موريتانيا علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، لكن جمدتها عام 2009 ردا على حرب غزة في 2008 و2009.

وجعل ذلك مصر والأردن الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين لهما روابط دبلوماسية مع إسرائيل، إلى أن أعلنت هي والإمارات يوم الخميس اتفاقا من شأنه أن يقود إلى إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.

وعلقت وزارة الخارجية الأردنية على الاتفاق بقولها إن أثر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل سيكون مرتبطا بما ستقوم به إسرائيل: إما إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل أو تعميق الصراع الذي سينفجر تهديدا لأمن المنطقة برمتها.

وكان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد قد أشار، الخميس، إلى أنه تم الاتفاق، في اتصال هاتفي، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

واتفق الشيخ محمد بن زايد وترامب ونتنياهو على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل ودولة الإمارات.

وذكر بيان مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودولة الإمارات، أنه من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأعربت دول عربية وغربية عن أملها في أن يسهم الاتفاق في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة.

وعبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن أمل بلاده في أن "تكون هذه الخطوة الجريئة الأولى في سلسلة تنهي 72 عاما من العداء في المنطقة.

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يساهم اتفاق السلام في التوصّل إلى حلّ للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبدأ حلّ الدولتين.

ورحب الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد بالاتفاق.

وأفادت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية بأن الملك حمد هنأ ولي عهد أبوظبي، أثناء المكالمة التي جرت بينهما أمس السبت، بـ"الإنجاز المتمثل بالخطوة التاريخية للسلام التي اتخذتها دولة الإمارات تجاه اسرائيل"، مؤكدا أن هذه الخطوة "ستسهم في دفع وتعزيز جهود السلام وفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بما يخدم تطلعات شعوبها في الأمن والتقدم والازدهار".

كما أعربت سلطنة عمان الجمعة عن تأييدها لقرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل ويتوقع مراقبون أن تحذو بلدان عربية أخرى حذو الإمارات بتغيير نهجها في التعامل مع قضايا المنطقة خصوصا تلك المتعلقة بالسلام.

ومن المتوقع أن يخطو السودان نفس الخطوة قريبا حيث كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلى كوهين النقاب عن أن بلاده على وشك توقيع اتفاقية سلام مع الخرطوم.

ونقلت هيئة البث الإسرائلي اليوم الأحد عن الوزير القول إنه "يتوقع أن تتم هذه الخطوة التاريخية قريبا، ربما قبل نهاية العام الحالي".

وأضافت الهيئة أن الاتصالات بين إسرائيل والسودان مستمرة، كما أن بعثات من كل من الطرفين تواصل الاستعدادات على قدم وساق للتوصل إلى هذا الاتفاق.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في مدينة عنتيبي الأوغندية في شباط/فبراير الماضي واتفقا على "بدء التعاون المؤدي إلى تطبيع العلاقات" بين الجانبين.