موريتانيا تمنع التظاهر غداة اعتقال 100 أجنبي في أعمال شغب

الخارجية الموريتانية استدعت سفراء السنغال ومالي وغامبيا وطلبت منهم دعوة مواطنيهم إلى الامتناع عن المشاركة في التظاهرات.

نواكشوط - قالت السلطات الموريتانية الأربعاء، إنها ستمنع كل احتجاج في الشارع بعد إعلان فوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية، بعد حملة اعتقالات شملت 100 "أجنبي" لمشاركتهم في عمليات نهب وشغب في البلاد.

واتهم وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبدالله أيادٍ أجنبية بمحاولة زعزعة استقرار البلاد عن طريق إثارة أعمال شغب ونهب بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت الماضي.

وقال ولد عبدالله في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بمقر وزارة الداخلية إن أياد أجنبية تقوم بالتنسيق مع أحد المرشحين- لم يذكر اسمه- بتهييج الشارع لارتكاب أعمال عنف وتخريب أدت في اليومين الماضيين إلى نهب وتدمير ممتلكات بعض المواطنين الآمنين.

وكشف عن اعتقال مئة أجنبي من دول الجوار تورطوا في هذه الأعمال.

وقال لمرشحي المعارضة الخاسرين في الانتخابات إن الطريق الوحيد للطعن في نتائج الانتخابات هي بالطعون القانونية وليس بأعمال العنف.

وانتشر في العاصمة الموريتانية عسكريون مسلحون على مشارف القصر الرئاسي والمجلس الدستوري. وفي باقي أنحاء نواكشوط كانت زحمة حركة المرور كالمعتاد مع وجود شرطيين قرب بعض الأسواق.

والثلاثاء، استدعى وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سفراء السنغال ومالي وغامبيا وطلب منهم دعوة مواطنيهم "إلى الامتناع عن المشاركة في تظاهرات وكل ما يعكر صفو النظام العام في موريتانيا".

ويجسد اقتراع 22 حزيران/يونيو أول عملية انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين في هذا البلد المترامي الأطراف في منطقة الساحل والذي كان شهد العديد من الانقلابات العسكرية.

وانتخب محمد ولد عبدالعزيز في 2009 وتعذر عليه بحكم الدستور الترشح لولاية ثالثة.

وعقد الرئيس المنتهية ولايته مساء الثلاثاء، اجتماعا لـ"مجلس الأمن الوطني" المؤلف أساسا من وزيري الدفاع والداخلية ومسؤولي مختلف الأجهزة الأمنية وذلك " لتقييم الوضع الأمني الداخلي بعد الانتخابات"، بحسب مصدر أمني.

الإصلاحي محمد ولد الغزواني فاز بنسبة 52.01 بالمئة من الأصوات
الإصلاحي محمد ولد الغزواني فاز بأكثر من نصف الأصوات

ولا يزال من المستحيل الدخول إلى شبكة الانترنت المقطوعة منذ بعد ظهر الثلاثاء ما منع الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو إمكان التراسل الالكتروني. وقطعت خدمة الانترنت على الهاتف الجوال منذ بعد ظهر الأحد.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة الأحد، فوز مرشح الحزب الحاكم، رئيس أركان الجيش السابق محمد ولد الغزواني من الجولة الأولى من الاقتراع بنسبة 52.01 بالمئة من الأصوات.

وتقدم ولد الغزواني الذي تلقى تهاني فرنسا بفوزه، على المرشحين بيرام داه ولد اعبيدي (18.58 بالمئة) وسيدي محمد ولد بوبكر (17.87 بالمئة) وكان حاميدو بابا (8.71 بالمئة).

واحتج مرشحو المعارضة الأربعة على النتائج المعلنة معتبرين أن "من الضروري" تنظيم جولة ثانية في 6 تموز/يوليو بين أحدهم ومرشح السلطة. وتقدم ثلاثة منهم الثلاثاء بطعون أمام المجلس الدستوري للمطالبة باقتراع جديد.

وبين مساء الاثنين والثلاثاء أغلقت مقارهم من الشرطة "بأمر من الحكومة"، بحسب المعارضة.

وتم توقيف الرئيس السابق لـ"قوات التحرير الأفريقية لموريتانيا" سامبا تيام الثلاثاء في منزله من جانب شرطيين باللباس المدني صادروا حاسوبه ووثائق، بحسب ما أفادت أسرته الأربعاء.

ويرأس تيام "قوات التقدم من أجل التغيير" وهو حزب صغير غير معترف به ساند المرشح كان حاميدو بابا الذي يقول إنه يسعى إلى توازن في العلاقات بين الموريتانيين ذوي الثقافة العربية-الأمازيغية ومواطنيهم من أصول زنجية أفريقية.

وفي المجتمع الموريتاني خليط من الإتنيات العربية والأفريقية.

يذكر أن الرئيس ولد عبدالعزيز كان تمكن من فرض الاستقرار في موريتانيا التي كانت شهدت في بداية الألفية اعتداءات لمجموعات إسلامية متطرفة وعمليات خطف أجانب، وذلك عبر سياسة ركزت خصوصا على تحسين قدرات الجيش ومراقبة أراضي البلاد وتنمية المناطق النائية.

لكن الانتقادات لنظامه تتركز على الحقوق الأساسية وخصوصا مع استمرار وجود فوارق اجتماعية عميقة ونقص في الحريات العامة.