موسكو تتهم أنقرة بخرق بنود اتفاق سوتشي حول سوريا

روسيا تؤكد أن الجيش التركي يواصل دعم فصائل المعارضة في إدلب بأنواع "خطيرة جدا من المعدات العسكرية".
غارات روسية تستهدف محيط تجمع القوات التركية في إدلب

موسكو - اتهم المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف الأحد تركيا بانتهاك اتفاق سوتشي حول سوريا وعدم الالتزام ببنوده.

وقال بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة 'إنترفاكس' الروسية، إن "تركيا لم تلتزم ببنود اتفاق سوتشي بشأن سوريا"، مشيرا إلى أن أنقرة تواصل دعم فصائل المعارضة في إدلب بأنواع "خطيرة جدا من المعدات العسكرية".

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤيد "عقد قمة رباعية حول سوريا"، لخفض التصعيد في المنطقة وتفادي "كارثة إنسانية" في محافظات الشمال السوري.

ويجتمع أردوغان في الخامس من مارس/آذار المقبل مع بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في قمة رباعية لمناقشة الوضع في إدلب السورية، وفق ما أفادت به وكالة الأناضول التركية الرسمية.

ويقضي اتفاق 'سوتشي' الموقع في سبتمبر/أيلول 2018 بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي، بإنشاء "منطقة منزوحة السلاح" لتجنب الحرب في محافظ إدلب البالغ عدد سكانها في تلك الفترة ثلاثة ملايين نسمة.

وتستمر الاشتباكات التي جدت منذ نحو شهرين بين مقاتلي المعارضة المدعومة من قبل أنقرة والجيش السوري المدعوم من قبل القوات الجوية الروسية وإيران، ما تسبب في مقتل مئات المدنيين في إدلب ونزوح نحو مليون شخص باتجاه الحدود السورية التركية.

ونددت الأمم المتحدة الجمعة من حدوث "كارثة إنسانية" شمال شرقي سوريا وكررت مناشدتها وقف التصعيد، مؤكدة أن 170 ألفاً من النازحين الذين تركوا منازلهم هم "يقيمون حاليا في العراء".

وعلى صعيد احتدام الاشتباكات شمال شرقي سوريا، أفادت وسائل إعلام كردية أن النظام السوري نفذ هجوما عنيفا على مناطق بجبل الزاوية جنوب إدلب، فيما شنت القوات الجوية الروسية غارات استهدفت محيط تجمع 'القوات التركية' المتمركزة في معسكر المسطومة جنوب إدلب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام دفع بتعزيزات ضخمة متمثلة في عشرات العناصر المشاة وآليات ثقيلة على محور كفر سجنة في جبل الزاوية جنوب إدلب.

كما رصد المرصد دخول رتل عسكري تركي من معبر خربة الجوز الحدودي مع لواء إسكندرون مؤلف من 10 آليات توجه نحو نقطة المراقبة التركية المتمركزة في بلدة اشتبرق في ريف إدلب الغربي.

وكان المرصد قد أفاد السبت أن القوات التركية استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة نحو الأراضي السورية، حيث دخل رتل عسكري تركي عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال مدينة إدلب.

ويتألف الرتل التركي من نحو 80 آلية عسكرية واتجه نحو المواقع التركية في إدلب، ليرتفع بذلك عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة 'خفض التصعيد' خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر شباط/فبراير الجاري وحتى الآن إلى أكثر من 2700 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية.

وتحمل التعزيزات العسكرية التركية دبابات وناقلات جند ومدرعات و'كبائن حراسة' متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 7400 جندي تركي.

وفي سياق متصل أفاد ناشطون سوريون السبت أن الجيش التركي أرسل ضمن تعزيزاته الجديدة المرسلة إلى محافظة إدلب منظومة 'أتيلغان' التركية للدفاع الجوي.

وأوضح الناشطون أن المنظومة مزودة بـ8 منصات إطلاق لصواريخ مطورة للتعامل مع البوالين الحرارية والتشويش، حيث يبلغ مدى الصاروخ 8 كلم.

وتأتي التعزيزات التركية على وقع ارتفاع قتلى الجيش التركي في إدلب إلى 16 جنديا خلال ثلاثة أسابيع من المواجهات مع الجيش السوري وحلفائه.

والسبت قالت وزارة الدفاع التركية إن جنديا قُتل في هجوم بقنبلة نفذته القوات السورية قرب بلدة النيرب الاستراتيجية في محافظة إدلب، ليصبح بذلك الجندي التركي السادس عشر الذي يلقى حتفه في المنطقة هذا الشهر.

والجمعة قال الرئيس التركي لنظيره الروسي في اتصال هاتفي إن "الحل يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي الموقع في العام 2018 والذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب بهدف ردع أي هجوم للنظام السوري على المنطقة".

وأفادت الرئاسة التركية أن الرئيسين "أكدا احترام كل الاتفاقات" التي أبرمت بين البلدين، دون الإشارة إلى اتفاق جديد حول الوضع في سوريا.

وانهار اتفاق سوتشي عمليا وسط اتهامات متبادلة بين أنقرة وموسكو وعلى ضوء تقدم الجيش السوري في إدلب وحصاره لثلاث نقاط مراقبة عسكرية تركية شمال شرقي سوريا واستنزافه للجيش التركي على وقع انتصارات ميدانية دفعت تركيا لمزيد من التعزيزات العسكرية، فيما تحمل موسكو تركيا مسؤولية انهيار الاتفاق.