موسكو تتهم واشنطن بتقويض الهدنة في إدلب

الضربة الأميركية شمال إدلب تمت دون إخطار الجانب الروسي والتركي وخلفت أربعين قيادياً جهادياً على الأقل.

موسكو - اتهمت روسيا اليوم الأحد، الولايات المتحدة بأنها "عرضت للخطر" وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، حيث نفذت واشنطن مساء السبت ضربةً جوية ضد قياديي تنظيم جهادي.

وقال الجيش الروسي إن الولايات المتحدة نفذت ضربتها من دون "إخطار مسبق للجانبين الروسي والتركي"، معتبراً أن الخطوة الأميركية "استخدام عشوائي للطيران" العسكري.

وتابعت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "الضربة خلفت الكثير من الدمار والضحايا في المناطق التي طالتها"، متهمةً واشنطن "بتعريض نظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب للخطر".

وقتل في الضربة الأميركية أربعون قيادياً جهادياً على الأقل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل ايرل براون السبت إن الهجوم شمال مدينة إدلب استهدف قادة جماعة "تنظيم القاعدة في سوريا" التي تحملها واشنطن مسؤولية شن "هجمات تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء".

وقد جاءت يوم سريان وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا ووافقت عليه دمشق في إدلب التي تتعرض منذ أربعة أشهر لقصف أدى إلى مقتل 950 مدنياً، فيما تحاول قوات النظام السوري استعادة السيطرة في عملية برية على مواقع استراتيجية في المحافظة.

وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات النظام في 8 آب/أغسطس هجوماً برياً تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية والتوسّع جنوبها، حيث سيطرت على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي وطوقت نقطة المراقبة التركية في مورك.

ويعيش في إدلب ثلاثة ملايين شخص وهي خاضعة لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام الجهادي (النصرة سابقاً) كما تتواجد فيها فصائل أخرى.

وانهار وقف آخر لإطلاق النار أعلن مطلع آب/أغسطس بعد أيام من إعلانه، علماً أن المحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية. إلا انه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق.