موسكو تتّهم الغرب بمحاولة إثارة توترات في الخليج

المخاوف الأخيرة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الرياض وواشنطن حالة من التوتر بعد أن قرر تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية الشهر الماضي خفض إنتاج النفط، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

موسكو - نقلت وزارة الخارجية الروسية عن الوزير سيرغي لافروف قوله لنظيره الإيراني يوم الأربعاء إن وسائل إعلام غربية أطلقت حملة قد تؤدي إلى تصعيد الوضع في منطقة الخليج.

ووفقا لبيان للوزارة، فقد علق لافروف في اتصال هاتفي مع الوزير الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على "ضرر الحملة الإعلامية التي أطلقتها وسائل إعلام غربية".

وذكرت الوزارة أن لافروف أوضح لأمير عبد اللهيان أن مثل هذه الأفعال قد تؤدي إلى تصعيد خطير للتوتر في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأعربت واشنطن يوم الثلاثاء عن قلقها إزاء تهديدات لم تحددها من جانب إيران ضد السعودية، وقالت إنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الثلاثاء إن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات إيران للسعودية وإنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر.

وأضاف المتحدث "نحن قلقون من التهديدات، ونظل على اتصال مستمر مع السعوديين من خلال القنوات العسكرية والمخابراتية.. لن نتردد في التحرك دفاعا عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة".

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية أطلعت الولايات المتحدة على معلومات مخابرات تحذر من هجوم وشيك من إيران على أهداف في المملكة.

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد وجه في 20 أكتوبر تشرين الأول ما وصفه بأنه تحذير للقادة السعوديين من الاعتماد على إسرائيل وأشار إلى أنهم "يحتمون بقصور زجاجية".

وباركت الرياض الاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وأقام بموجبها اثنان من حلفائها الخليجيين علاقات مع إسرائيل في عام 2020 في خطوة أوجدت محورا إقليميا جديدا مناهضا لإيران. لكن الرياض بدأت أيضا محادثات مباشرة مع طهران العام الماضي في محاولة لاحتواء التوتر وسط حالة من عدم اليقين في الخليج بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

واتهمت السعودية إيران بالمسؤولية عن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت نفطية بها عام 2019 وهو ما تنفيه طهران. ويدور تنافس بينهما منذ عقود ويدعم كل جانب حلفاء يخوضون حروبا بالوكالة في أنحاء المنطقة.

وتأتي المخاوف الأخيرة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الرياض وواشنطن حالة من التوتر بعد أن قرر تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية الشهر الماضي خفض إنتاج النفط، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه ستكون لقرار أوبك+ عواقب على العلاقات الأميركية مع الرياض كما طالب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ البيت الأبيض بتجميد كل أوجه التعاون مع الرياض، بما في ذلك مبيعات الأسلحة. وتعتمد السعودية اعتمادا كبيرا على الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمنها.

وتقول الولايات المتحدة إن إيران تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، مما دفع واشنطن إلى أن تنحي جانبا الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان "لا أساس للتقرير المنشور في وول ستريت جورنال بخصوص هجمات مزمعة على أحد البلدان في المنطقة".

وأضافت أن إيران "تؤكد مجددا على سياستها للجوار السلمي مع جيرانها استنادا إلى الاحترام المتبادل وتماشيا مع المبادئ والقواعد الدولية".