موسكو تستضيف محادثات أفغانية وعينها على إحراج بايدن

روسيا تعتبر أن اتفاق الدوحة لم يحرز أي تقدم وتطرح نفسها لاعبا أساسيا بمقدوره دفع جهود السلام وإنهاء أطول صراع مسلح في المنطقة، فيما يأتي تدخلها في ذروة توتر العلاقات مع واشنطن.  
موسكو تلقي بثقلها في الأزمة الأفغانية وعينها على الخصم الأميركي
بايدن عالق في اتفاق تم في عهد سلفه من دون إستراتيجية واضحة في أفغانستان

موسكو - اجتمع وفدان من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في موسكو الخميس بحضور وفود دولية لإجراء مفاوضات من أجل تشكيل "إدارة" انتقالية قبل انسحاب محتمل للقوات الأميركية.

وتلقي روسيا بثقلها في المفاوضات الأفغانية كطرف ثالث يمكن أن يقدم حلا دبلوماسيا لإنهاء الصراع بينما تشهد العلاقات الأميركية الروسية توترا غير مسبوق خاصة بعد أن وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي بـ"القاتل" وتحدث عن ضرورة محاسبته.

وانتقد الكرملين ضمنا المحادثات التي استضافتها الدوحة، مشيرا إلى أنها لم تفض إلى أي نتيجة تذكر. وعلى هذا الأساس تتحرك روسيا كلاعب دبلوماسي أقوى دخل على خط الأزمة ويأمل في تحقيق تقدم يحرج الولايات المتحدة.

ولروسيا تجارب ناجحة في حل أزمات دولية وتراهن على ارتباطات قوية مع طرفي الصراع الأفغاني لكسر جمود المحادثات ووضع كابول وطالبان على طريق المصالحة، فيما يراوح اتفاق الدوحة الذي عقدته واشنطن مع الحركة المتشددة مكانه بفعل غموض إستراتيجية الوافد الجديد على البيت الأبيض جو بايدن حيال أفغانستان.

ويجد بايدن نفسه عالقا في اتفاق توصلت إليه إدارة سلفه دونالد ترامب مع طالبان لإنهاء الوجود العسكري الأميركي مقابل ضمانات من الحركة المتشددة بوقف الهجمات على القوات الأجنبية والانخراط في عملية سلام تنهي عقودا من العنف الدموي.

ويأتي اجتماع موسكو في خضم هذه التطورات وفيما تتكثف الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام قبل الأول من مايو/أيار، حيث يتعين على الولايات المتحدة نظريا سحب جميع قواتها من أفغانستان، لكن الرئيس جو بايدن شكك الأربعاء في إمكانية حدوث ذلك بحلول هذا التاريخ.

وعرضت الولايات المتحدة خصوصا مقترح سلام جديد على سلطات كابول وحركة طالبان ينص على تشكيل "حكومة جامعة جديدة". وحظيت هذه الفكرة التي أيدتها موسكو حتى الآن بحماس فاتر من قبل السلطة في كابول.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب استقبال الوفود المختلفة، واشنطن وطالبان إلى "الالتزام ببنود الاتفاق" الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في فبراير/شباط 2020 مع حركة طالبان في قطر.

وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت الولايات المتحدة بسحب كل قواتها من أفغانستان بحلول مايو/ايار 2021 مقابل ضمانات في مجال الأمن والتزام طالبان بالتفاوض مع كابول.

لكن الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه سيكون "من الصعب" الالتزام بهذه المهلة وحذرته طالبان على الفور من عواقب أي تأخير.

وتجري المحادثات في موسكو بحضور مبعوثين باكستانيين وصينيين وأميركيين بالتوازي مع المحادثات التي بدأت في سبتمبر/أيلول في الدوحة ومع تلك التي ستستضيفها تركيا في أبريل/نيسان في اسطنبول.

وأعرب لافروف عن أسفه لأن الجهود المبذولة لإطلاق العملية السياسية في الدوحة لم تسفر عن نتائج بعد، آملا في أن تساعد المحادثات في موسكو "في تهيئة الظروف" للتقدم، مشددا على أنه "في ظل ظروف تدهور الوضع العسكري والسياسي، فإنه من غير المقبول حدوث تأخير جديد" في مفاوضات الدوحة.

وتصاعدت وتيرة العنف خلال الأشهر الأخيرة في أفغانستان على الرغم من محادثات السلام.

ويثير الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة قلق الحكومة في كابول فيما كثفت حركة طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية في الأشهر الماضية.

واحترم دونالد ترامب جدول الانسحاب حتى مغادرته البيت الأبيض وبقي الآن 2500 جندي أميركي فقط في أفغانستان حيث بدأت واشنطن تدخلها عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.