موسكو وأنقرة تتبادلان الغزل تحت أنظار أوروبا القلقة

الخارجية الروسية تتهم واشنطن بدفع الأوروبيين على "الانتحار" وأردوغان يقول إن بوتين كان مضطرا لمعاملة أوروبا بالمثل.
أردوغان يقول إن أوروبا تحصد ما زرعته
أردوغان يقول إن وضعية تركيا تختلف عن أوروبا التي ينتظرها شتاء قاس
أنقرة/ موسكو

بينما تنظر أوروبا بعيون القلق للتقارب الروسي التركي، برر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطع روسيا الغاز عن الدول الأوروبية بأن الرئيس الروسي كان مضطرا لفعل ذلك والتعامل مع أوروبا بالمثل. وفي المقابل اعتبرت الرئاسة الروسية أن أنقرة شريك مهم رغم الخلافات في الرأي.
وقبيل توجهه الثلاثاء، إلى البوسنة والهرسك في إطار جولة في البلقان تشمل أيضا صربيا وكرواتيا، أعرب أردوغان عن اعتقاده بأن أوروبا ينتظرها شتاء قاس بسبب أزمة الغاز، مبينا أن بلاده لا تعاني مشكلة بهذا الخصوص.
وقال إن "أوروبا تحصد ما زرعته، والعقوبات الأوروبية دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التعامل بالمثل واستخدام كافة الأسلحة المتاحة لديه ضد أوروبا".
وأضاف أن بوتين "يستخدم كل وسائله وأسلحته، وللأسف، الغاز الطبيعي أحدها".
وتواجه أوروبا أسوأ إمدادات غاز على الإطلاق حيث يتوقع سياسيون أوروبيون وخبراء في الطاقة والاقتصاد أن تشهد القارة الأوروبية أزمة خانقة مع حلول الشتاء على مستوى التزود بالغاز وفواتير الطاقة الكهربائية.
وقال مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في اجتماع وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي في براغ الأحد، إن "شتاء صعبا ينتظر الاتحاد الأوروبي، والأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة للوضع في الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا."
وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارة إلى أنقرة الاثنين عن قلقها من "الالتفاف" على العقوبات المفروضة على موسكو.

الكرملين يعتبر تركيا شريكا مهما رغم خلافات الرأي مع أنقرة في بعض القضايا

واستدركت قائلة إن "تركيا تضطلع أحيانا بدور إيجابي ويجب تشجيعها على المضي في هذا السبيل والتحقق من أن تبقى متوافقة مع جهود الأمم المتحدة".
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي الإثنين، إن لدى تركيا ميولا للالتفاف على العقوبات، مضيفا أنه يجب ألا نحثها على ذلك.
ويرى مراقبون أن السياسة التركية نجحت في الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من موسكو وكييف منذ نشوب الحرب في شباط/ فبراير الماضي حيث زودت أوكرانيا بطائرات مسيّرة مقابل عدم الانخراط في العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. 
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الثلاثاء، أن تركيا لم تشارك في العقوبات "غير القانونية" المفروضة على بلاده، مبينا أن أنقرة تمارس سياساتها بشكل مستقل.
وأشار في تصريح صحفي إلى أن البلدين يواصلان علاقاتهما على أساس احترام المنفعة المتبادلة، وأن لديهما إمكانات كبيرة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية.
وأضاف أنه "رغم خلافات الرأي مع تركيا في بعض القضايا، إلا أنها تعد شريكا مهما لموسكو".
وأوضح بيسكوف أن ثمة خلافات في الرأي مع تركيا في بعض القضايا، وأن روسيا لا تتفق مع تركيا في نهجها المتبع تجاه أوكرانيا، مستدركا "لا شك أن تركيا بلد صديق لنا، وهي شريك مهم بالنسبة لنا فيما يتعلق بالسياسة الدولية والقضايا السياسية والتجارة والتعاون الاقتصادي".
ولفت إلى أن بوتين أشاد بجهود الوساطة التي تبذلها تركيا في الملف الأوكراني وأزمة الحبوب العالمية.
أعلنت وزارة الخارجية الروسية الإثنين، أن الولايات المتحدة هي من أثار أزمة إمدادات الغاز في أوروبا، من خلال دفع الزعماء الأوروبيين نحو خطوة "انتحارية"، تقضي بوقف التعاون في مجالَي الاقتصاد والطاقة مع موسكو.

موسكو تتهم واشنطن بالسعي لقطع علاقات الطاقة بين روسيا والقوى الأوروبية الكبرى

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك إن الولايات المتحدة "سعت منذ مدة طويلة إلى قطع علاقات الطاقة بين روسيا والقوى الأوروبية الكبرى"، معلقة بالقول "إنه انتحار ولكن سيتعين عليهم على ما يبدو اجتياز ذلك".
والتقى بوتين بأردوغان في يوليو الماضي في إطار قمة ثلاثية جمعيتهما في طهران بنظيريْهما الإيراني إبراهيم رئيسي "لبحث مسائل أمنية في المنطقة" تتعلق أساسا بالوضع في سوريا.
وعبّرت جهات دبلوماسية وإعلامية غربية عديدة عن عدم ارتياحها لتلك القمة خاصة أنها جاءت عقب زيارة قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط.