موسكو وأنقرة تدشنان المرحلة الأولى من مشروع السيل التركي

أنقرة وموسكو تسعيان لتعزيز التعاون بينهما في عدة مجالات بما فيها قطاع الطاقة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الأميركية تقلبات دفعت تركيا سريعا إلى الحضن الروسي.

تركيا وروسيا تنتهيان من الجزء البحري الأصعب من مشروع السيل التركي
رهان تركي على مشروع السيل التركي للتحول إلى مركز للغاز نحو أوروبا
أنقرة وموسكو تستخدمان الأزمة السورية ورقة مساومة في إطار تحالف المصالح

إسطنبول - دشّن الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين، القسم البحري من مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وشرق وجنوب أوروبا.

وبإعطاء اردوغان وبوتين التعليمات للطواقم الفنية بتركيب آخر أنبوب من المشروع، يكون الجزء البحري والأصعب من المشروع قد تمّ الانتهاء منه.

وأقيم حفل بمركز اسطنبول للمؤتمرات حضره الرئيسان التركي الروسي بمناسبة انتهاء العمل بالجزء البحري من مشروع السيل التركي (تيركش ستريم).

ومن المتوقع أن يحول هذا المشروع تركيا إلى نقطة عبور وبوابة رئيسية للغاز الروسي إلى أوروبا.

وقال اردوغان "إن مشروع السيل التركي سيكون جاهزا وسيدخل الخدمة في العام 2019"، مضيفا أن بلاده وصلت إلى المرحلة النهائية للمشروع وأن العلاقات التركية الروسية تشهد خطوة جديدة من التعاون في مجال الطاقة للمضي في تعزيز العلاقات الثنائية.

وشدّد على أن مشروع السيل التركي لن يعود بالفائدة على تركيا وشعبها فحسب، بل على جيرانها ومنطقتها أيضا.

واشار إلى أن تركيا اشترت من روسيا 387 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي منذ 1987 وهذا دليل على اجتياز العلاقات الثنائية كافة التحديات في مجال الطاقة.

وتابع أن "روسيا بالنسبة لتركيا مصدّر مهم للغاز الطبيعي ودولة صديقة نثق بها ويمكننا التعاون معها على المدى الطويل".

وأكد الرئيس الروسي أنّ مشروع السيل التركي سيجعل من تركيا مركزا مهما للغاز الطبيعي ويعزز مكانتها على الساحة الدولية، مشيرا إلى أنّ المشروع لا يمكن إقامته في ظل غياب الثقة بين البلدين.

الانتهاء من انجاز القسم البحري من مشروع السيل التركي
الانتهاء من انجاز القسم البحري من مشروع السيل التركي

وأثنى بوتين على التعاون التركي الروسي في مجال الطاقة قائلا "روسيا وتركيا تعاونتا في مجال الطاقة بشكل ناجح ولسنوات طويلة"، مضيفا "واثقون من أن مشروع السيل التركي سينتهي بالكامل في 2019 وسنستخدم فيه أحدث التكنولوجيا المتقدمة والصديقة للبيئة".

والسيل التركي، مشروع لمد أنبوبين بطاقة استيعاب 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويا لكل منهما، من روسيا إلى تركيا مرورا بالبحر الأسود، على أن يغذي الأنبوب الأول تركيا والثاني دول شرق وجنوب أوروبا.

ويأتي تدشين الانتهاء من المرحلة الأولى من هذا المشروع وسط تقارب روسي تركي على إثر حل أزمة دبلوماسية نشأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 حين أسقطت القوات التركية طائرة روسية فوق سوريا ومقتل طيارها.

واتخذت موسكو حينها حزمة عقوبات بحق أنقرة دفعت اردوغان سريعا إلى التهدئة خشية العواقب الوخيمة على الاقتصاد التركي.

وتسعى أنقرة وموسكو لتعزيز التعاون بينهما في عدة مجالات بما فيها قطاع الطاقة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الأميركية تقلبات دفعت تركيا سريعا إلى الحضن الروسي.

وتقف موسكو وأنقرة على طرفي نقيض من الأزمة السورية حيث تدعم الأولى النظام السوري وتدعم الثانية فصائل سورية بعضها من الجماعات الإسلامية المتشددة.

لكن المصالح بين الدولتين قفزت على الخلافات حول سوريا ودفعتهما إلى تعزيز التعاون بينهما لوقف القتال كما دفعت تركيا إلى التراجع عن موقفها المطالب برحيل الأسد كشرط للتسوية السياسية للأزمة.

ويستخدم البلدان الأزمة السورية كورقة مساومة في إطار تحالف المصلحة وتأمين النفوذ في سوريا.