موقف إيراني متشدد بعد تلميح واشنطن لتخفيف العقوبات

روحاني يقول ان الولايات المتحدة أضاعت فرصة للاعتذار ورفع العقوبات عن بلاده مع تصاعد أزمة كورونا.

طهران - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء إن الولايات المتحدة أضاعت فرصة تاريخية لرفع العقوبات عن بلاده أثناء أزمة تفشي فيروس كورونا لكنه أكد أن العقوبات لم تعوق مكافحة طهران للعدوى.
وقال روحاني في اجتماع مع الحكومة بثه التلفزيون "كانت فرصة كبيرة لكي يعتذر الأميركيون... وليرفعوا العقوبات الظالمة الجائرة عن إيران".
وتابع "العقوبات لم تعرقل جهودنا لمكافحة تفشي فيروس كورونا".
لكن تصريحات روحاني تشير الى تناقضات القيادة الايرانية فمع بداية الازمة حملت طهران واشنطن مسؤولية انتشار الوباء بسبب تأثير العقوبات على جهود التطويق.
وقال روحاني حينها ان العقوبات الأميركية تسببت في تردي المرفق الصحي وصعوبة الحصول على الادوية والمستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة الفيروس في وقت كررت فيه الولايات المتحدة دعوتها لايران لتقديم مساعدات لها في الأزمة.
وكانت واشنطن اكدت بان إجراءات وسياسات السلطات الايرانية ساهمت في انتشار الوباء وليس العقوبات مع التساهل في فرض الحجر الصحي وعزل المدن الموبوءة على غرار مدينة قم.
وارتفعت إصابات كورونا في إيران، الثلاثاء، إلى 44 ألفا و605، تماثل منهم للشفاء 14 ألفا و656، وتوفي 2898، حسب مسؤول العلاقات العامة بوزارة الصحة كيانوش جيهانبور.

وحتى عصر الثلاثاء، أصاب الفيروس أكثر من 804 ألفا حول العالم، توفي منهم أكثر من 39 ألفا، فيما تعافى نحو 172 ألفا.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المح الثلاثاء إلى احتمال أن تفكر الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات على إيران ودول أخرى للمساعدة في محاربة فيروس كورونا، لكنه لم يقدم أي إشارة ملموسة تدل على أنها تخطط لذلك.
وعكست التصريحات تحولا في لهجة وزارة الخارجية الأميركية التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب نهجها المتشدد في ما يتعلق بتخفيف العقوبات حتى رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تخفيفها.

وباء كورونا لا يزال يحصد الارواح في ايران
وباء كورونا لا يزال يحصد الارواح في ايران

وفي تصريحات للصحفيين، شدد بومبيو على أن الإمدادات الإنسانية والطبية معفاة من العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق الذي أبرم عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي.
ورغم ذلك فإن العقوبات الأميركية على النطاق الأوسع تردع الكثير من الشركات عن التجارة في المواد الإنسانية مع طهران. وإيران واحدة من أشد الدول تضررا بوباء كورونا.
وتتبع إدارة ترامب سياسة "الضغوط القصوى" في محاولة لإرغام إيران على كبح أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية.
واتهم وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة على تويتر بالتورط في "الإرهاب الطبي"، مما دفع المتحدثة باسم بومبيو، مورغان أورتاغوس الاثنين إلى أن تنسخ تغريدته وتقول "كف عن الكذب... ليست العقوبات. إنه نظام الحكم".
ودعت خبيرة بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الثلاثاء إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على دول مثل إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا لضمان وصول الإمدادات الغذائية للسكان الجوعى خلال جائحة كورونا.