ميتا تطوّق تورّط خوارزميتها في انتهاكات جنسية ضد الأطفال

تحديث السياسات يأتي عقب كشف تقارير عن تسهيل نظام التوصيات وصول البالغين المهتمين بالمحتوى الجنسي للقصر الى مواد مسيئة على شبكات انستغرام وفيسبوك.

واشنطن -  كشفت ميتا المالكة لمجموعة تطبيقات فيسبوك وانتسغرام وواتساب الجمعة عن توسع مزايا سلامة الأطفال، في مسعى لتطوير فضيحة توصية منصاتها بمحتوى جنسي للأطفال.

وأوضحت عملاقة التواصل في تدوينة جديدة أنها تضع قيودًا على كيفية تفاعل حسابات البالغين المشبوهة مع بعضها بعضًا، ولن تتمكن تلك الحسابات من متابعة بعضها بعضا عبر إنستغرام، ولن يوصى بها، ولن تكون التعليقات من هذه الحسابات مرئية للحسابات الأخرى المشبوهة.

كما وسعت ميتا قائمة المصطلحات والعبارات والرموز التعبيرية المتعلقة بسلامة الأطفال، وبدأت باستخدام التعلم الآلي من أجل الكشف عن الاتصالات بين مصطلحات البحث المختلفة.

وتتيح خدمة "ريلز" على إنستغرام، عرض مقاطع فيديو قصيرة للمستخدمين تتناول موضوعات ترى خواريزميات التطبيق أنها ستثير اهتمامهم، مثل الفيديوهات الرياضية أو الترفيهية، ومختلف المجالات التي من شأنها أن تستأثر باهتمام المستعمل.

لكن اختبارات أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت أن التطبيق المملوك لشركة "ميتا، يعتمد الطريقة ذاتها بالنسبة للمستخدمين، الذين ترى خوارزميات المنصة أن لديهم اهتماما شهوانيا بالأطفال.

سعت الصحيفة إلى اختبار ما ستوصي به خوارزمية خدمة الريلز، لفائدة حسابات اختبار أنشأتها، وتابعت حسابات وصفحات لاعبي جمباز شباب وفرق تشجيع نسائية، وكذلك لصناع محتوى أطفال ومراهقين على المنصة.

وأوضحت الصحيفة أنها، أنشأت الحسابات التجريبية بعدما لاحظت أن آلاف المتابعين لحسابات هؤلاء الشبان والشابات غالبا ما تضم أعدادا كبيرة من الرجال البالغين، كما أن العديد من هؤلاء المتابعين يظهرون أيضا أن لديهم اهتماما بمحتويات جنسية، خاصة بالكبار والصغار، على حد سواء.

وأشارت الصحيفة إلى أن أنظمة التطبيق قدمت "اقتراحات ومحتوى صادم وبذيء" لهذه الحسابات التجريبية، من بينها "مقاطع فيديو جريئة لأطفال"، بالإضافة إلى فيديوهات ذات طابع جنسي واضح، وإعلانات لبعض أكبر العلامات التجارية في الولايات المتحدة.

مقاطع فيديو جريئة لأطفال

وتابعت الحسابات التجريبية للصحيفة أيضا، عددا من تلك الحسابات، كاشفة أن "خوارزميات التطبيق، أصبحت بعد ذلك تنتج محتوى أكثر إثارة للقلق، تخللته إعلانات". 

ففي سلسلة من مقاطع الفيديو التي أوصت بها خوارزميات إنستغرام، ظهر إعلان لتطبيق المواعدة "بامبل" بين فيديو لشخص يداعب وجه دمية بنفس حجم الإنسان، وفيديو آخر لفتاة صغيرة بوجه محجوب، ترفع قميصها لتكشف عن المنطقة الوسطى لجسدها.

وفي إعلان آخر، أعقب إعلان "بيتزا هت" مقطع فيديو لرجل مستلق على سرير وذراعه حول ما وصفه تعليق على الفيديو بأنها، فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات. 

وأجرى المركز الكندي لحماية الطفل، اختبارات مماثلة مستقلة وتوصل إلى نتائج شبيهة، بحسب "وول ستريت جورنال".

ويُظهر تحقيق نُشر حديثًا كيف تمتد المشكلة إلى مجموعات فيسبوك، إذ يوجد نظام بيئي من الحسابات والمجموعات التي تستغل الأطفال جنسيًا، والتي يضم بعضها نحو 800 ألف عضو.

وسمح نظام توصيات ميتا للحسابات المسيئة بالعثور على بعضها بعضًا، وذلك من خلال مزايا، مثل “المجموعات التي يجب عليك الانضمام إليها” عبر فيسبوك، أو الملء التلقائي للوسوم على إنستاغرام.

وتأتي التقارير والتغييرات الناتجة عنها بخصوص سلامة الأطفال في الوقت نفسه الذي يضغط فيه المنظمون في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ميتا بخصوص كيفية الحفاظ على سلامة الأطفال عبر منصاتها.

ويدلي مارك زوكربيرغ، إلى جانب قائمة من المديرين التنفيذيين الآخرين في شركات التكنولوجيا الكبرى، في شهر يناير 2024 بشهادته أمام مجلس الشيوخ بخصوص قضية استغلال الأطفال عبر الإنترنت.

كما منحت الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي ميتا موعدًا نهائيًا من أجل تقديم معلومات بخصوص كيفية حماية القاصرين، وأرسلوا إلى عملاقة شبكات التواصل طبا جديدا يشير على وجه التحديد إلى تداول مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال المولدة ذاتيا عبر إنستغرام ونظام التوصية الخاص بالمنصة.