ميشال عون يجد في قطر فرصة لتعويض الدعم السعودي

مصادر ترى أن زيارة عون إلى الدوحة كان بتنسيق من حزب الله الذي تربطه علاقات وطيدة مع القيادة القطرية.
عون يرى ان الطريق معبدة للاستثمارات القطرية
من المستبعد ان تقوم قطر بجهود وساطة خوفا من عودتها الى مربع الخلاف الخليجي

بيروت - تأتي زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى قطر في خضم صراع إقليمي ودولي حول لبنان الذي يمر بأزمة اقتصادية عميقة.
وتقول مصادر مطلعة وفق ما نشرته صحيفة " العرب" أن عون قرر زيارة الدوحة بعد ان تلقى وعودا بتقديم الدعم المالي الضروري للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية.
وتقول نفس المصادر ان الرئيس اللبناني متيقن بان قطر ستقدم الدعم اللازم لبلاده بالرغم من مواقف المملكة العربية السعودية التي خيرت إيقاف دعمها الاقتصادي بل وسحب سفيرها من بيروت رفضا لانتهاكات جماعة حزب الله الموالية لإيران خصم المملكة في المنطقة.
ويرى مراقبون ان قطر أرادت استغلال الخلافات بين السلطات اللبنانية والسعودية للعب دور اكبر في لبنان خاصة في مرحلة ما بعد تفجير مرفأ بيروت في شهر أغسطس/اب من العام الماضي.
وكانت الدوحة عرضت تقديم دعم مباشر للجيش اللبناني لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها الجنود وعائلاتهم بفعل تأثيرات الأزمة الاقتصادية.
وترى مصادر ان زيارة عون إلى قطر كان بتنسيق من حزب الله الذي تربطه علاقات وطيدة مع القيادة القطرية خاصة وان الدوحة ساهمت في إعادة اعمار جنوب لبنان بعد حرب 2006.
كما ان حزب الله يستفيد من العلاقة بين الدوحة وإيران لدفع القطريين لكسر حلقة الحصار والعزلة المفروضة على لبنان خاصة مع إقدام عدد من دول الخليج على سحب سفرائهم في الآونة الأخيرة تنديد بتصريحات وزير الإعلام اللبناني القريب من حزب الله جورج قرداحي.
ومثل تصريح ميشال عون حول " دعوته أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى التوجيه للاستثمار في لبنان خصوصا ًوأن الأرض خصبة في الوقت الراهن" رسالة واضحة للسعودية بان الدوحة ستكون البديل وستجد الأرض معبدة دون منافسة للقيام باستثماراتها.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي حاول إثناء الرياض عن مواقفها حيث انه بالغ في مدح المملكة قائلا ان "السعودية هي قبلتي السياسية والدينية وبالتالي لم تقفل أبوابها بأيّ حال، وعندما أؤدي صلواتي الخمس يوميّا أتجه نحو القبلة في السعودية".
كما نفت العديد من الأوساط بان يكون عون أراد من زيارته الى قطر إيجاد وسيط لفض الخلافات مع الرياض فالرئيس اللبناني وحزبه التيار الحر وصهره جبران باسيل وضعوا كل بيضهم في سلة حزب الله وحليفها إيران.
في المقابل من المستبعد ان تقوم قطر بجهود وساطة وذلك خوفا من عودتها الى مربع الخلاف الخليجي خاصة وان المصالحة التي أعلنت عنها قمة العلا لا تزال هشة والسعودية تترقب سلوك الدوحة في المنطقة.
لكن ذلك لم يمنع أمير قطر بالقول ان "بلاده مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات، من أجل النهوض من الظروف الصعبة التي يعيشها، والتي انعكست سلبًا على الحياة اليومية للبنانيين".
وأكد أنه "سيوفد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن قريبًا (دون تحديد موعد) إلى العاصمة بيروت، لتقديم الدعم والمساعدة الضرورية".