ميقاتي يتبرأ من تهجم نصرالله على السعودية
بيروت - عبر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي عن انزعاجه الشديد من حملة الانتقادات التي شنها امين عام حزب الله حسن نصرالله ضد المملكة العربية السعودية.
وقال ميقاتي، الاثنين، إن تصريحات حسن نصر الله، حول السعودية، "لا تمثل موقف الحكومة اللبنانية".
وفي وقت سابق الاثنين، أفاد نصر الله في كلمة متلفزة، بأن "مشكلة السعودية في لبنان هي مع الذين هزموا مشروعها في المنطقة، ومنعوا تحويل لبنان الى إمارة سعودية"، متهما الرياض بـ"الوقوف خلف داعش والتكفيريين".
ويعتبر خطاب نصرالله الأشد ضد السعودية في وقت يعاني فيه البلاد من ازمة اقتصادية وأزمات دبلوماسية مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية فيما يحاول رئيس الوزراء اللبناني إصلاح تلك العلاقات.
وذكر ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه، أن كلام نصر الله بحق السعودية "لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين ليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصا دول الخليج".
وأضاف "فيما ننادي بأن يكون حزب الله جزءا من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء الى اللبنانيين أولا وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانيا".
وأردف "لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الإساءة لعلاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية".
وتابع "من هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات لا داعي لها".
وأضاف ميقاتي "اننا نكرر دعوتنا للجميع للرأفة بهذا الوطن وابعاده عن المهاترات التي لا طائل منها، ولنتعاون جميعا لإخراج اللبنانيين من وحول الأزمات التي يغرقون فيها، فنعيد ترميم اسس الدولة وننطلق في ورشة الإنقاذ المطلوبة.
وختم قائلا "بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض".
بالله عليكم ارحموا لبنان واللبنانيين وأوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض
بدوره قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، إن بلاده حريصة على علاقات جيدة مع دول الخليج، لكنه شدد على أن ذلك "يجب أن يكون متبادلا".
وأكد تعون مسكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبر عنه مجددا في رسالته الأخيرة إلى اللبنانيين لجهة "الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لا سيما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها السعودية".
ولفت عون إلى أن "هذا الحرص يجب أن يكون متبادلا لأنه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء".
وفي تصريحاته، قال نصر الله، إن "مشكلة السعودية هي مع الذين يقفون في وجه صفقة القرن ومع الذين ساهموا بإلحاق الهزيمة بمشروعها في سوريا والعراق".
وبينما لم يصدر تعقيب فوري من الرياض حول تصريحات نصر الله، إلا أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، طالب القيادات اللبنانية الأسبوع الماضي، بـ"إيقاف هيمنة حزب الله على مفاصل الدولة".
وكان ميقاتي، قد دعا سابقا، إلى إقامة طاولة حوار بهدف تمتين علاقات لبنان مع الدول العربية لا سيما الخليجية.
جاء ذلك بعد استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، في 3 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، عقب اندلاع أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية ودول خليجية أخرى، جراء تصريح له قبل توليه الوزارة حول حرب اليمن.
ويعاني لبنان، منذ عامين، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار العملة المحلية الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، بالإضافة إلى هبوط حد في القدرة الشرائية لمواطنيه.