ميقاتي يتوعد المتورطين في الهجوم على اليونيفيل بالمحاسبة

التصريحات القوية لرئيس الحكومة المؤقتة يؤكد ان السلطات ستفعل المحاسبة مهما كانت انتماءات المهاجمين وبعد نفي حزب الله تورطه في العملية.
ايرلندا ترفض تأكيدات جماعة حزب الله بأنها ليست ضالعة في الهجوم الى حين الانتهاء من التحقيقات
الهجوم يطرح ملف السلاح المنفلت في لبنان

بيروت - تعهد نجيب ميقاتي رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الجمعة بمحاسبة المتورطين في قتل جندي أيرلندي من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قبل يومين في رسالة فهمت أنها موجهة لحزب الله الذي نفى أي دور له في الهجوم بينما يمر لبنان بأزمات اقتصادية وسياسية وتدهور امني.
وقال ميقاتي ان من تثبت مسؤوليته عن مقتل "سينال عقابه" ما يشير إلى ان السلطات اللبنانية ستفعل المحاسبة مهما كانت انتماءات المهاجمين.
والجنوب اللبناني معقل لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة التي تتمتع بالنفوذ والتي تحظى بثقل سياسي ودعم من إيران وتملك ترسانة اسلحة. ونفت الجماعة أي ضلوع لها في الأمر وقالت إنه حادث "غير مقصود" بين السكان وقوات الأمم المتحدة.
في المقابل فان حديث حزب الله عن عدم مسؤوليته لا يخفي دوره في توتير الأجواء بعد انتقاداته التي وجهها قبل أشهر لقرار تجديد التفويض للقوة الأممية تضمن تعديلا يتعلق بحركتها لناحية أنها لا تحتاج إلى "إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل".
وحذر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في خطاب ألقاه في 17 سبتمبر/أيلول عناصر اليونيفيل من أنهم "إذا أرادوا أن يتصرفوا بعيدا عن الدولة وعن الجيش اللبناني المعني بالحركة في جنوب الليطاني، فإنهم يدفعون الأمور إلى مكان ليس لمصلحتهم".

ويطرح الهجوم ملف السلاح المنفلت في لبنان وهو سلاح يثير كثيرا من المخاوف في بلد شهد حربا اهلية طاحنة في سبعينات القرن الماضي وفي خضم ازمة سياسية خانقة.
وقال وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي سايمون كوفيني الخميس إن الجندي قُتل بعد تعرضه لإطلاق نار في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء وإن جنديا آخر في حالة خطرة بعد أن أحاطت حشود معادية بمركبتهما المدرعة.
واضاف لشبكة الإذاعة الوطنية الأيرلندية (آر.تي.إي) إنه لا يتقبل تأكيدات جماعة حزب الله بأنها ليست ضالعة في الأمر. قائلا "لا نتقبل أيا من تلك التأكيدات لحين الانتهاء من إجراء تحقيق شامل للوقوف على الحقيقة الكاملة".
وقال كوفيني أمس الخميس إن المركبتين التابعتين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) كانتا تسيران في جنوب لبنان متجهتين إلى بيروت قبل أن تنفصلا وتتعرض إحداهما لإطلاق نار في العاقبية في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
وأشار إلى أن ذلك "لم يكن هذا متوقعا، نعم كان هناك بعض التوتر على الأرض بين قوات حزب الله واليونيفيل في الأشهر الأخيرة" مضيفا أن وقوع قتيل كان أمرا "غير متوقع".
وقال ميقاتي "التحقيقات متواصلة في مقتل الجندي الايرلندي" بينما ذكرت وزارة الخارجية اللبنانية في وقت متأخر من مساء أمس الخميس أن كوفيني عرض إرسال وفد أيرلندي للمساعدة في التحقيق.
وزار ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون مقر اليونيفيل في جنوب لبنان اليوم الجمعة لتقديم التعازي مؤكدا ان لبنان ملتزم بقرار الأمم المتحدة الصادر في 2006 المتعلق بتوسيع نطاق وجود بعثة حفظ السلام.