ميقاتي يُراوغ منتقدي مناورة حزب الله بقضية "الاجماع الوطني"

نائب الأمين العام لحزب الله يؤكد أن "الإسرائيلي يفهم معنى المناورة العسكرية"، واصفا الانتقادات الداخلية التي وجهت لحزب الله بـ"كلام لن يقدم ولن يؤخر".

نائب الأمين العام لحزب الله يصف المناورة العسكرية بأنها "الأولى من نوعها في لبنان"
حزب الله يتّهم خصومه السياسيين بالتصويب على حزبه للتغطية على ضعف شعبيّتهم

بيروت - ألقت المناورة الاستعراضية التي أجراها حزب الله الأحد في جنوب لبنان على بعد 20 كلم من الحدود مع إسرائيل بظلالها على المشهد اللبناني، مثيرة مخاوف اللبنانيين من جرّ الجماعة الشيعية البلاد الواقعة تحت وطأة أسوأ أزمة إلى مواجهات جديدة مع الجيش الاسرائيلي، فيما علّق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على المناورة بشكل تفادى فيه إغضاب الحزب من جهة وتجنب انتقادات مناوئيها، في وقت لا يزال فيه حصر السلاح بيد الدولة يمثل إحدى المعضلات المزمنة التي يعاني منها لبنان منذ شكل الحرس الثوري الإيراني الفصيل المسلح في ثمانينات القرن الماضي والذي تحول لاحقا إلى قوة سياسية وعسكرية نافذة.

وأكد ميقاتي "رفضه لأي مظهر يشكّل انتقاصا من سلطة الدولة وسيادتها"، موضحا أن "الإشكالية المتعلقة بموضوع سلاح حزب الله تحديدا ترتبط بواقع يحتاج إلى وفاق وطني شامل وهو أمر يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة"، وفق "الأخبار" اللبنانية.

وقال في ردّه على استفسار المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا حول مناورة حزب الله إن "الحكومة تشدّد في الوقت الحاضر على الحفاظ على الاستقرار الأمني على كامل الأراضي اللبنانية وعدم القيام بأيّ عمل يتسبّب في زعزعته".

وفي سياق متصل تطرّق ميقاتي خلال اللقاء إلى التعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ضمن منطقة عمليات الأمم المتحدة، داعيا إلى "أن يبذل مجلس الأمن الدولي جهوده لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار في الجنوب والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية".

بدوره وصف نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله المناورة العسكرية التي أجرتها الجماعة الشيعية بأنها "الأولى من نوعها في لبنان".

وقال خلال لقاء سياسي نظمه الحزب في منطقة جبل عامل الثانية في مدينة النبطية بمناسبة عيد المقاومة والتحرير إن المناورة "رسالة ثبات وجهوزية، ثبات حقق الانتصارات وجهوزية رادعة ومتأهبة لوقت التحرير"، مشيرا إلى أنه "على الكيان الإسرائيلي والعالم الداعم له أن يعرف تمامًا أنّ مقاومة حزب الله ليست مقاومة عابرة بل هي متجذرة في الأرض وهي تطمح إلى أن تحقق التحرير والاستقلال وهي حاضرة لأن تبذل الغالي والرخيص لاستعادة الأرض والمعنويات والعزة والكرامة".

وتابع أن "الإسرائيلي يفهم معنى هذه المناورة"، واصفا الانتقادات الداخلية التي وجهت للحزب بسببها بـ"كلام لن يقدم ولن يؤخر"، مضيفا أن هؤلاء "لم يحموا المقاومة بل دائما يرموها".

وتابع "نحن لم نمتلك السلاح للبحث عن دور سياسي في الداخل فشعبيتنا تتكفّل بهذا الدور لكن من أجل المقاومة التي من دونها لم يكن لبنان ليتحرّر بل كانت إسرائيل ستقطع منه مستوطنات"، وفق المصدر نفسه.

وأكد أنه "لا رجعة للبنان الضعيف الذي يستجدي الغرب ويكون حصنا لإسرائيل ونحن مع لبنان القوي الذي يواجه الكيان وكلّ معتد ليكون أبناؤه أحرارا في خياراتهم".

وقال إن "بعض خصونا السياسيين يبرّرون ضعف شعبيتهم وعدم قدرتهم على مجاراة القرارات الغربية بأن يصوّبوا على سلاح حزب الله كي يصرفوا النظر عن ضعفهم وعن عدم قدرتهم في التفاصيل اليومية أو في المواقف السياسية".

وتابع "سلاحنا ضدّ إسرائيل وهذا معروف وهي مردوعة من هذا السلاح الذي تطالبون أن يتوقف"، متسائلا "كيف سيكون حال لبنان لو لم يكن هناك سلاح لحزب الله؟ لكانت إسرائيل كل يوم دخلت وقتلت واحتلّت وقامت بكل المنكرات".

وسعت الجماعة الشيعية خلال مناورتها التي أجرتها الأحد إلى استعراض قدرتها على شنّ هجمات تستهدف إسرائيل وشارك مقاتلو الحزب في تمرين يحاكي هجوما بطائرة مسيّرة على هدف إسرائيلي، كما نفّذ عدد من القناصة رمايات على أهداف رسمت عليها نجمة داود.

والشهر الماضي أطلق أكثر من 30 صاروخا من جنوبي لبنان تجاه شمالي إسرائيل، قابله قصف إسرائيلي استهدف مناطق مفتوحة في محيط الأراضي اللبنانية التي انطلقت منها الصواريخ، دون تسجيل خسائر بشرية.
وصعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال الآونة الأخيرة لهجته التهديدية ضد إسرائيل، متوعّدا إياها بالردّ على أي هجوم يستهدف الأراضي اللبنانية.

 وحذّر في كلمة له خلال يوم القدس الشهر الماضي إسرائيل من أن "الحزب سيرد على أي عمل عسكري أو أمني يستهدف أيّ أحد في لبنان سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا أو إيرانيا".