ميليشيات إيران تخترق ساحة الاحتجاجات لتفكيك الحراك العراقي

طهران تحاول اختراق الحراك الشعبي العراقي بالإيعاز لميليشيات الحشد الشعبي والأحزاب الموالية لها باقتحام ساحات التظاهر وتضييق الخناق على المحتجين.

الأحزاب الشيعية الموالية لإيران تقتحم ساحات التظاهر في بغداد
إصابة 12 متظاهرا طعنا بعد نزول أنصار الحشد لمعقل المحتجين العراقيين
إيران ترسل مليشياتها إلى ساحة التحرير لترهيب المحتجين العراقيين
ميليشيات إيران تتزاحم وسط المحتجين لتفكيك الحراك العراقي

بغداد - توافدت حشود من مؤيدي أحزاب وفصائل الحشد الشعبي في العراق الموالية لإيران اليوم الجمعة على ساحة التحرير ببغداد معقل المتظاهرين المناوئين للنخبة السياسية وللنفوذ الإيراني، في تحرك جديد يأتي على وقع اتساع دائرة الاحتجاجات.

وللمرة الثانية على التوالي تلقي ميليشيات الحشد بكل ثقلها في الساحة العراقية في محاولة يبدو أنها لقلب الوقائع على الأرض والتغطية على موجة الغضب السائد من التدخلات الإيرانية.

ولا يمكن أن ينظر لهذه التحركات بمعزل عن خطط إيرانية لتشويه الحراك الشعبي من جهة ولترهيب المحتجين من جهة أخرى والدفع لتقويض حراكهم خشية أن ينتقل إلى الساحة الإيرانية.

وقد اختبرت إيران في الأيام الماضية حجم التوترات على ساحتها حين خرج الآلاف احتجاجا على زيادة في أسعار المحروقات في حراك سرعان ما أخمده الحرس الثوري بالحديد والنار.

ودخل اليوم الجمعة آلاف من مؤيدي فصائل الحشد الشعبي عبر مسيرات وهم يلوحون بالأعلام العراقية وتجمعوا وسط المتظاهرين المعتصمين في الساحة منذ أسابيع.

كرّ وفرّ بين المحتجين وقوات الأمن العراقية
كرّ وفرّ بين المحتجين وقوات الأمن العراقية

كما رفع أنصار الحشد لافتات تدعو إلى "عدم التخريب" و"سلمية" الاحتجاجات وشعارات تندد بالولايات المتحدة وإسرائيل.

ورفع بعضهم صورا للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي حذّر قبل ساعات من زج اسمه في الاحتجاجات، في إشارة إلى محاولة الموالين لإيران توظيف المرجعية المحلية (مرجعية النجف) في احتواء الحراك الشعبي.

وذكرت مصادر إعلامية أن الأجواء هادئة في ساحة التحرير وجسر الجمهورية فضلا عن جسري السنك والأحرار، حيث ينتشر المتظاهرون على الجهة الشرقية منها، مضيفة أن قوات الأمن تتجمع في الجهة المقابلة من الجسور دون أي احتكاك أو مواجهات مع المحتجين.

ويأتي توافد مؤيدي الحشد والأحزاب بناء على دعوات من قبل أذرع سياسية للحشد مثل كتائب حزب الله العراقي وحزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

والخميس تعرض 12 متظاهرا للطعن بآلات حادة عقب توافد أنصار الحشد والأحزاب إلى ساحة التحرير، وفق شهود عيان.

وقال صلاح السالم أحد النشطاء العراقيين في الحراك، إن توافد هؤلاء إلى ساحة التحرير يثير مخاوف المتظاهرين من وقوع صدامات، لافتا أن الأجواء متوترة وأن الكثير من المحتجين يشعرون بالخوف.

العراقيون يتمسكون برحيل طبقة سياسية تدين بالولاء لإيران
العراقيون يتمسكون برحيل طبقة سياسية تدين بالولاء لإيران

وتساءل "لماذا ينظمون تجمعاتهم هنا بالضبط؟. يعلمون جيدا أن الاحتجاجات خرجت ضد أحزابهم الفاسدة والميليشيات التي لا تعترف بالقوانين وتتصرف وكأنها فوق الدولة".

وأكد أن المحتجين سيواصلون التظاهرات "لحين إبعاد كل الأحزاب الفاسدة عن إدارة البلاد وتشكيل حكومة وطنية تعمل لصالح البلاد وليس إيران أو أية دولة خارجية أخرى".

وقال متظاهر آخر إن "أنصار الحشد والأحزاب الحاكمة ينوون إنهاء احتجاجاتنا"، محذرا من وقوع "مجزرة" في حال وقوع صدام بين الجانبين.

وشهدت محافظات وسط وجنوب البلاد احتجاجات حاشدة، إذ توافد الآلاف إلى الشوارع والساحات العامة في محافظات بابل وميسان وديالى والبصرة والنجف وكربلاء وذي قار والمثنى وواسط.

وأفاد شهود عيان من المتظاهرين بأن أماكن تجمع الاحتجاجات تشهد هدوءا وسط انتشار أفراد الأمن في محيط التجمعات.

كما أفاد المتظاهرون بأن مدينتي الناصرية (مركز محافظة ذي قار) والنجف (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) تشهدان هدوءا مماثلا بعد أعمال عنف دامية الأسبوع الماضي خلفت 70 قتيلا في صفوف المتظاهرين على الأقل.

ويسود البلاد هدوء مشوب بالحذر منذ الأحد عندما وافق البرلمان على استقالة حكومة عادل عبدالمهدي، لكن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة والنخبة السياسية والنفوذ الإيراني منذ أكتوبر/تشرين الأول تخللتها أعمال عنف واسعة خلفت 460 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان.