ميليشيات طرابلس تبدد حملة السرّاج في انتزاع دعم أوروبي

رئيس حكومة الوفاق الليبية يفشل مرة أخرى في الحصول على موقف أوروبي موحد يوقف عملية طرابلس، وسط انقسامات مردّها رهان السراج على جماعات متشددة تسند قواته في مواجهة هجوم الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة من الإرهاب.

الاتحاد الأوروبي يجدد تأكيده على حل سياسي للأزمة الليبية
السراج يتهم دولا لم يسمها بتسليح قوات حفتر
السراج يروج لخطر يهدد أمن أوروبا ما لم توقف عملية طرابلس

بروكسل - بعد إخفاق جولته التي شملت إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، اتجه رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج إلى بروكسل بحثا عن دعم أوروبي لوقف عملية الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الرامية لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة.

ودعا الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين إلى حل سياسي للأزمة، إلا أن السرّاج يريد دعما أوروبيا وموقفا موحدا إزاء التحرك العسكري للجيش الليبي والدول الداعمة لحملته على الإرهاب في غرب ليبيا.

وطالب السراج خلال لقائه الاثنين برئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك وبفيدريكا موغريني المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوقف دعم دول عربية وغربية لعملية طرابلس.

 وأفاد المكتب الإعلامي للسراج بأن الاجتماع تناول مستجدات الوضع في ليبيا وتداعيات الهجوم الذي يشنه الجيش الوطني الليبي منذ أسابيع على طرابلس.

واتهم رئيس حكومة الوفاق الليبية دولا لم يسمها بتسليح الجيش الليبي معتبرا أن المعركة الدائرة في طرابلس في حقيقتها تجري بين "من يريد عسكرة الدولة ومن يتمسك بالدولة المدنية"، معربا عن تطلعه لموقف أوروبي موحد يسمي الأشياء بمسمياتها ويساهم عمليا في حقن دماء الليبيين.

ولم يلق السراج في جولته السابقة وزيارته الأخيرة لبروكسل تجاوبا أوروبيا مع دعواته بسبب اعتماده على ميليشيات متشددة وأخرى إجرامية تنشط في تهريب البشر.

وأثارت عملية طرابلس انقسامات دولية ولم ينجح مجلس الأمن الدولي في اتخاذ موقف موحد من الأزمة الراهنة على خلفية قناعة معظم أعضاء المجلس بأن الحملة التي يقودها حفتر تستهدف الجماعات الإرهابية والإجرامية التي أخذت العاصمة الليبية رهينة.

وركز السراج في مباحثاته مع موغريني على التداعيات المحتملة لحملة حفتر على أمن أوروبا مشيرا إلى أن اتساع نطاق الحرب لن يقتصر تأثيرها على ليبيا بل سيشمل المنطقة بكاملها.

وتتخوف أوروبا من تصاعد موجة الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الليبية خاصة في ظل التوترات الأمنية التي تشهدها ليبيا.

وجدد السراج التأكيد على أن أي حديث عن وقف إطلاق النار يجب أن يتحقق عقب انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي وعودتها إلى شرق البلاد.

ومنذ أيام، يجري السراج جولة أوروبية شملت إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لحشد دعم دولي ضد هجوم قوات حفتر على طرابلس من دون أن يحصل على موقف داعم فعلي لحكومته باستثناء تجديد الدول الأوروبية تأكيدها على ضرورة الحل السياسي للأزمة.

وقالت موغريني خلال لقائها السراج إنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية. ودعت المسؤولة الأوروبية إلى ضرورة وقف الهجوم على طرابلس والعودة للمسار السياسي، وفقا لخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.

وتعاني ليبيا منذ 2011، صراعا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا وقوات الجيش الوطني الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له.