ميليشيات طرابلس تنفذ حملة اعتقالات ضد الصحفيين في ليبيا

جهاز المخابرات الذي تسيطر عليه الميليشيات الموالية لكومة الوفاق اعتقل هذا الأسبوع صحفي ليبي وصحفية سودانية تزامنا مع اقتراب قوات حفتر من استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس.

طرابلس - يبدو أن حكومة الوفاق الليبية لم تجد حلولا لإخفاء خساراتها أمام تقدم قوات الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس، إلا بتضييق الخناق على الصحفيين لمنع تسريب أي أخبار عن حقيقة المعارك الدائرة في العاصمة، حيث يحبس الليبيون أنفاسهم قبل إعلان وشيك لقوات حفتر استعادة السيطرة عليها.

واعترفت هيئة المخابرات، التي لا تزال تحت سلطة حكومة الوفاق، باعتقالها الصحفي الليبي رضا فحيل بعد أربعة أيام من اختفائه، وذلك بالرغم من نفيها ذلك يوم الاثنين الماضي.

ووجهت منظمات دولية نداء عاجلا لحكومة السراج بإطلاق سراح فحيل الذي اعتقل فور وصوله من تونس إلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس.

وردا على ذلك أكدت وزارة الداخلية التابعة للوفاق الاثنين، عدم تورط الأجهزة التابعة لها بتوقيف وإخفاء الإعلامي "رضا الهادي فحيل البوم".  

وقالت الوزارة في بيان "لا علاقة لأي جهة أمنية تابعة لها بتوقيفه"، مضيفة "بعد جمع المعلومات تأكدت هوية الجهة الموجود لديها الشخص المعني، وهي جهاز المخابرات".

وسيطرت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج على جهاز المخابرات الليبي بعد سقوط نظام معمر القذافي، وفي أكتوبر الماضي فاجأت صفحة ما يسمى بـ"لواء الصمود" على فيسبوك الليبيين بقرار تعيين المدرج على قائمة العقوبات الدولية صلاح بادي آمرا للجهاز.

جهاز المخابرات الليبي يديره صلاح بادي الإسلامي المدرج على قائمة العقوبات الدولية

ورجح مراقبون أن يكون الإسلاميون الذين يسيطرون على الميليشيات في طرابلس هم من قاموا بتكليفه بهذه المهمة لتجريد السراج من الصلاحيات الأمنية المهمة وتحويله إلى مجرد أداة لخدمة أجنداتهم حتى يتسنى لهم إدارة المعركة التي تدور حول طرابلس سواء على الصعيد السياسي أو العسكري.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيانٍ أصدرته بالاتفاق مع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي ورئيس بعثة كندا، “يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن فحيل البوم هو موضوع قضية أخرى تتعلق بالاحتجاز التعسفي لصحافي ومدافع عن حقوق الإنسان، في انتهاك لالتزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".

من جهته محمد الناجم، مدير المركز الليبي لحرية الصحافة إن "رضا فحيل البوم تعرض للإخفاء القسري فور وصوله إلى مطار معيتيقة بطرابلس قادما من تونس، ونقوم بإجراء الاتصالات لمتابعة كل المعلومات المتعلقة باحتجازه بطريقة غير قانونية وبدون إجراءات قضائية".

وعمل رضا فحيل البوم لصالح عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، ويترأس المنظمة الليبية للإعلام المستقل التي أسسها العام الماضي.

وأمس الأربعاء، قالت مصادر صحفية إن جهاز المخابرات اعتقلت أيضا الصحفية السودانية المقيمة في ليبيا آسيا الجعفري واقتادها لجهة غير معلومة.
وأوضحت ذات المصادر إنه تم احتجاز الجعفري إثر خروجها من وزارة التجارة بعد لقاء مع وزيرة الدولة لشؤون المرأة والتنمية المجتمعية بحكومة الوفاق أسماء الأسطى.
وناشد شقيقها وزارة الخارجية السودانية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لمعرفة التفاصيل والمطالبة بإطلاق سراحها فورًا.

وقالت سحر بانون وكيل وزارة العدل الليبية سابقا في تصريح لقناة الفضائية الليبية إن المجلس الرئاسي متورط في اختطاف الجعفري وهي صحفية معتمدة دولية وعضو في عدد من المنظمات العالمية.

وأوضحت بانون أن الصحفية السودانية "بقت في مبنى الخارجية لمدة ساعتين مما دفع أخيها للسؤال عنها ولكنه لم يجدها بالمبنى الأمر الذي لسؤال عدد ممن كانوا بالقرب من وزارة الخارجية بطريق الشط، حيث تمت إفادته بأن آسيا نقلت على متن سيارة مظلمة وهي مكممة إلى مكان مجهول".

وتسارعت تطورات الملف الليبي في الفترة الأخيرة على ضوء الرفض الدولي الواسع للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السرج لتداعياتها الوخيمة على سيادة الدولة الليبية وتمكين النظام التركي لمزيد بسط نفوذه على البلاد في منطقة استراتيجية.

ويقول مراقبون إن نجاح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في تحقيق تقدم كبير هذا الأسبوع على مستوى أكثر من محور في معركة تحرير طرابلس من الإرهابيين، دفع الميليشيات التي تحارب في صفوف حكومة الوفاق إلى تضييق الخناق على الصحفيين لإخفاء أي إخفاق يمكن أي يعجل بانتصار الجيش.

والخميس، أشارت مصادر صحافية محلية إلى أن قوات حفتر دخلت أحياء مشروع الهضبة في طرابلس للمرة الأولى منذ بدء المعارك.

 وأضاف المصدر ذاته أن الجيش الليبي ضمن مواقع تمركز متقدمة ستساهم في أخذ الأسبقية عن الجماعات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق وحسم المعركة في أقرب الآجال.

وسيطر الجيش الليبي الثلاثاء بشكل كامل على كوبري الزهراء جنوب العاصمة طرابلس، بعد فرار الميليشيات عقب معارك عنيفة مع قوات حفتر.