ميليشيات ليبية تنقلب على السراج وتحاصر مقر وزارة المالية

مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق قدمت من مصراتة طالبت بالقبض على وزير المالية قبل أن تحاصر مقر رئاسة الحكومة حيث كان السراج يعقد اجتماعا مع الوزراء.

طرابلس - هاجمت ميليشيات ليبية كانت تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق مقر وزارة المالية  في منطقة الظهرة في العاصمة طرابلس فيما تبادلت قوات تابعة لفائز السراج اطلاق النار.

شهدت العاصمة الليبية طرابلس اليوم الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين ميليشيات كانت تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق الليبية على اثر محاولة اقتحام مقر رئاسة الوزراء بطرابلس ومحاصرة وزارة المالية

وقالت وسائل إعلام ليبية إن مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق قادمة من مصراتة حاصرت ظهر الأربعاء مقر رئاسة الحكومة بطريق السكة في العاصمة طرابلس وطالبت بالقبض على وزير المالية.

وتداولت مصادر ليبية أنباء عن مغادرة رئيس حكومة الوفاق فائز السراج المقر الحكومي خلال اشتباكات بين الميليشيات وحراس المبنى فيما يحاول أمن المبنى إخلاء جميع الموظفين تحت أصوات الرصاص قبل أن يستولي المسلحون على بعض السيارات المصفحة تخص إحداها رئيس المجلس الرئاسي.

وحسب نفس المصادر، فإن المقر كان يشهد اجتماعا دوريا للمجلس الرئاسي بحضور السراج وعدد من وزراء حكومته.
وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق، بسماع إطلاق النار داخل مقر الحكومة، دون معرفة ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى نتيجة الهجوم.

وطالب الموظفون في مبنى المجلس الرئاسي وزير الداخلية بالتدخل لفك الحصار عنهم.

وأضاف الشهود أن عربات مدججة بالسلاح تجمعت أمام مبنى وزارة المالية المقابل لديوان رئاسة الوزراء في طريق السكة بعد تجمع مجموعة مسلحة أخرى أمام إدارة الميزانية في منطقة الظهرة وسط العاصمة.

وأظهرت فيديوهات نشرت على موقع فيسبوك مرور مدرعات وشاحنات مسلحة قرب مبنى حكومة الوفاق وسط وابل من الرصاص فيما سمعت أصوات مدفعية ثقيلة قريبة من المكان.

وكشف مصدر بحكومة الوفاق لوسائل إعلام محلية أن القوة المحاصرة لإدارة الميزانية بوزارة المالية ورئاسة الحكومة تتبع "قوة مكافحة الإرهاب" بمصراتة التي يقودها مختار الجحاوي وهي إحدى القوات التابعة لمنطقة العسكرية الوسطى وتشارك في المعارك الحالية حول طرابلس مع حكومة السراج ضد قوات المشير حفتر.

وقد اشتبك عناصر من قوة الجحاوي مع "قوة الردع الخاصة" التي يقودها السلفي عبدالرؤوف كارة الشهير بلقب "الشيخ الملازم" ومقرها مجمع معيتيقة في الجهة الشمالية الشرقية من طرابلس حيث يوجد المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة.

وقال أحد أعضاء إدارة التواصل والإعلام بمجلس الوزراء إن "مقاتلين حاولوا اقتحام مقر رئاسة الوزراء بطرابلس وأغلقوا الطريق المؤدي إليه بالسيارات".

وأضاف العضو، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "بعض المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق أبدوا استياءهم من سوء دعم الحكومة لهم في جبهات القتال، ما دفعهم إلى القدوم لمقر رئاسة الوزراء بطريق السكة في طرابلس وقاموا بالرماية في الهواء تعبيرا عن الاستياء".

وأكد العضو عدم وجود أي ضحايا نتيجة إطلاق النار.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن موظفين في ديوان رئاسة الوزراء بطرابلس أن المجموعة المهاجمة كانت تبحث عن وزير مالية الوفاق فرج بومطاري.

وفي سبتمبر الماضي تعرض بومطاري لإطلاق نار داخل مكتبه بطرابلس بسبب قرار وزارة المالية بوقف صرف مرتبات بعض عناصر الميليشيات التي تأتمر لجهاز المخابرات.

وفي أبريل/نيسان، خصصت حكومة السراج ما يصل إلى ملياري دينار (1.43 مليار دولار) لتغطية نفقات علاج الجرحى ومساعدة النازحين وغيرها من النفقات المتعلقة بالحالات الطارئة وقد خصت المجموعات المسلحة التي تقتل إلى جانبها بمكافءات كبيرة، لكن عمليات فساد مالي طفت مؤخرا على السطح وتم نشر تفاصيل صفقاتها بين قادة الميليشيات أثارت سخطا كبيرا في ليبيا ما اضطر وزارة المالية والداخلية وقف بعض المرتبات.

ويرى مراقبون للشأن الليبي أن حكومة الوفاق، التي تسيطر على منطقة محدودة بخلاف المنطقة الكبيرة للعاصمة، لاتزال مستمرة في تمويل الحرب بميزانية عاجزة وديون مثقلة حتى تتمكن من إبقاء الميليشيات إلى جانبها للقتال ضد الجيش الليبي فيما يعاني سكان طرابلس من نقص في المواد الغذائية والسيولة.

وتزامنت هذه الاشتباكات الأربعاء مع هجوم بالمدفعية والطائرات العمودية للجيش الوطني الليبي على ميليشيات أخرى في منطقة الخلة جنوبي طرابلس، وهي المرة الأولى التي تسمع فيها أصوات مدفعية بشكل مكثف إلى هذا الحد في طرابلس، في ظل مواجهات مسلحة تجري بين الحين والآخر بمنطقة "عمارات الخلاطات" القريبة من أحياء الهضبة الموجود بها خزانات النفط جنوب العاصمة.

ويشهد محيط العاصمة الليبية معارك بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق منذ نيسان/أبريل الماضي بعد أن قررت قوات حفتر شن هجوم عسكري لتحرير العاصمة من الميليشيات والإرهابيين.

وتتعامل حكومة السراج مع ميليشيات وإرهابيين مسلحين مطلوبين دوليا لمساعدتها في صد هجوم الجيش للسيطرة على طرابلس، لكن عجزها عن مواصلة التصدي لقوات حفتر بسبب استنزاف مخزونها المالي والدعم العسكري جعل بعض الميليشيات تقفز من سفينتها قبل الغرق كليا مع بروز ملامح اقتراب معركة تحرير طرابلس من نهايتها وسيطرة الجيش على أحيائها المتبقية.