ميليشيا عراقية تعلق هجماتها على الأميركيين خوفا من رد بايدن

حزب الله العراقي يبرر موقفه بأنه يأتي تجنبا لإحراج الحكومة العراقية فيما أكد بايدن أنه اتخذ قرارا بشأن كيفية الرد على مقتل جنود في هجوم بمسيرة.
البنتاغون يؤكد أنه ينتظر أفعالا لا أقوالا من قبل كتائب حزب الله العراقي
إيران تتوعد برد حاسم على استهداف أراضيها أو مصالحها أو رعاياها بعد تهديدات بايدن
قاآني زار بغداد مؤخراً واجتمع مع فصائل عراقية لخفض التصعيد ضد واشنطن

بغداد - أعلنت كتائب حزب الله العراقي تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم "إحراج" الحكومة العراقية، وذلك بعدما تعهّدت واشنطن بالرد "بالطريقة الملائمة" على هجوم بمسيّرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن بينما اكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه اتخذ قراراً بشأن كيفية الرد فيما توجه مسؤول كبير في الحرس الثوري الى بغداد واجتمع مع فصائل عراقية لخفض التصعيد.
وجاء في بيان نشرته الكتائب في موقعها الإلكتروني "نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية".
وردا على الإعلان قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي في واشنطن إن العبرة في "الأفعال لا الأقوال" مضيفا "كنا قد دعونا المجموعات التابعة لإيران إلى وقف هجماتها. لكنها لم توقفها. سنرد في التوقيت الذي نختاره وكما نشاء". ووجهت واشنطن أصابع الاتهام في الهجوم الى "جماعات مسلّحة متشددة مدعومة من إيران" تنشط في سوريا والعراق.
وهذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في المنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل حوالى أربعة أشهر، وقد أجج الهجوم التوترات بين واشنطن وطهران. لكن الإدارة الأميركية أعلنت أنها لا تريد حربا مع إيران حيث سعى مسؤولون للنأي بأنفسهم عن الهجوم.
وشدّد بيان كتائب حزب الله الثلاثاء على أن "إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيراً ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا".
والإثنين قالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية إن الهجوم يحمل "بصمة كتائب حزب الله". وتصنّف واشنطن كتائب حزب الله - العراق منظمة "إرهابية" وسبق أن استهدفت التنظيم بغارات في العراق.

ورداً على سؤال بشأن إيران، قال الرئيس الأميركي "أنا أحمّلهم المسؤولية، بمعنى أنّهم يزوّدون الأسلحة للأشخاص الذين قاموا بذلك (الهجوم)".
ولم يقدّم الرئيس الديموقراطي، الذي يواجه ضغوطاً شديدة من خصومه الجمهوريين للرد بحزم على طهران، مزيداً من التفاصيل خلال محادثة سريعة مع الصحافيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته للقيام بحملته الانتخابية في فلوريدا (جنوب شرق).

القواعد الأميركية في المنطقة شهدت أعنف الهجمات في الفترة الأخيرة
القواعد الأميركية في المنطقة شهدت أعنف الهجمات في الفترة الأخيرة

غير أنّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لاحقاً للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، "من الممكن جداً أن تشهدوا مقاربة متدرّجة في هذه الحال، ليس مجرّد إجراء واحد بل احتمال اتخاذ إجراءات عدّة".
ويأتي ذلك غداة إشارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عمليات انتقامية "على مستويات عدّة، يتم تنفيذها على مراحل".
واستُهدفت القوات الأميركية والتابعة لتحالف مكافحة الجهاديين بـ165 هجوما على الأقل منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر في سوريا والعراق، وفق البنتاغون. وغالبية هذه الهجمات تبنّتها "المقاومة الإسلامية في العراق" المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران والتي تشدد على أن هجماتها تأتي دعما للفلسطينيين وتطالب بخروج القوات الأميركية من العراق.

وعلى الرغم من إعلانها تعليق هجماتها، أوصت كتائب حزب الله العراقي في بيانها مقاتليها "بالدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم".

وفي إيران ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الأربعاء أن المبعوث الايراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني حذر من أن طهران سترد ردا حاسما على أي هجوم يستهدف أراضيها أو مصالحها أو رعاياها في الخارج.

من جانبه قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي اليوم الأربعاء إن بلاده سترد على أي تهديد من الولايات المتحدة حيث نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عنه قوله "نسمع تهديدات من المسؤولين الأميركيين.. نقول لهم إنكم اختبرتمونا بالفعل ونعرف بعضنا بعضا الآن، لن نترك أي تهديد دون رد".

لكن وكالة شفق نيوز نقلت عن مصدر مطلع، يوم الأربعاء، أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني اجرى زيارة إلى بغداد اجتمع خلالها مع فصائل منضوية تحت لواء "المقاومة الاسلامية في العراق" بهدف خفض التصعيد العسكرين موضحا ان قاآني اجرى زيارة غير معلنة الى بغداد قبل يومين عقد خلالها اجتماعات موسعة مع عدد من قادة الفصائل من أجل تهدئة الأوضاع الأمنية وإيقاف التصعيد العسكري ضد الأميركيين.