نائبتان مسلمتان بالكونغرس الأميركي تربكان الحكومة الإسرائيلية

رشيدة طليب وإلهان عمر أول امرأتين مسلمتين تنتخبان للكونغرس وقد أبدتا دعمهما لحملة المقاطعة لحركة "بي دي إس" المناهضة لإسرائيل.

القدس - قرر وزير الداخلية الإسرائيلي، أريه درعي، الخميس، عدم السماح لعضوتي الكونغرس الأميركي، رشيدة طليب وإلهان عمر من دخول البلاد.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية، بينها الموقع الالكتروني لصحيفة "الجروزاليم بوست"، قالت إنه "رغم قرار درعي، إلا أن القرار الرسمي للحكومة الإسرائيلية يمر حاليًا بعملية الموافقة الرسمية وسيصدر اليوم (الخميس)".
وأضاف الموقع أن وزير الداخلية مسؤول عن منح التأشيرات للدخول إلى البلاد، وعلى الأرجح سيتشاور مع رئيس الوزراء حول هذه القضية الدبلوماسية"

وخلافا لعشرات أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين، الذين وصلوا إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، خلال الأسبوع الماضي، بدعوة من منظمات مؤيدة لإسرائيل، فإن طليب وعمر، ستصلان استجابة لدعوة فلسطينية.

ولم يُعرف بعد، برنامج عضوتي الكونغرس، ولكن ترجيحات إسرائيلية تشير إلى نيتهما زيارة المسجد الأقصى، بمدينة القدس، يوم الأحد المقبل.

وتصف إسرائيل عضوتي الكونغرس بأنهما "مناهضتان لإسرائيل" ومؤيدتان لمقاطعتها.

وكانت مصادر إسرائيلية قالت خلال الأسبوع الماضي، إن إسرائيل لن تمانع زيارتهما، ولكنها عادت مساء الأربعاء والخميس، إلى الحديث عن إمكانية منعهما.

ورفض المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، الرد على أسئلة الصحفيين عبر شبكات التواصل، عن الموقف الإسرائيلي النهائي من الزيارة.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين، لم تحدد أسمائهم، قولهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما زال يدرس ما إذا كان سيسمح لهما بالدخول.

ويلزم طليب وعمر، دخول معابر إسرائيلية، من أجل الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبحسب "هآرتس"، فإن نتنياهو عقد مداولات بهذا الشأن مع وزيري الخارجية والداخلية، ورئيس مجلس الأمن القومي، والمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، يوم الأربعاء، ولكنه لم يتخذ قرار نهائي.

وأضافت أن "نتنياهو يدرس خيار منع الاثنتين من الدخول، ويدرس أيضا خيار السماح لطليب فقط، التي لها عائلة في الضفة الغربية، بالدخول من أجل لقاء أفراد أسرتها".

وفي هذا الصدد، فقد نقلت القناة الإسرائيلية (13) عن مسؤول إسرائيلي، لم تكشف اسمه، قوله إنه "إذا ما تقدمت عضو الكونغرس طليب بطلب إنساني، لزيارة عائلتها في الضفة الغربية، فإن إسرائيل ستنظر بإيجاب لهذا الطلب".

وفي مؤشر آخر، على التخبط الإسرائيلي، فقد نقلت القناة ذاتها عن مسؤول إسرائيلي، لم تحدد اسمه، قوله إن "نتنياهو يدرس السماح لطليب وعمر بالدخول إلى إسرائيل، ولكن اقتصار حركتهما على مناطق السلطة الفلسطينية".

وكانت القناة ذاتها أشارت، الأربعاء، إلى أن مداولات جرت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حول عزم طليب وعمر الوصول إلى المسجد الأقصى، الأحد، لأداء الصلاة فيه، دون مرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.

واستنادا إلى التقرير ذاته، فإن المداولات تناولت إمكانية استقبال مسؤولين فلسطينيين لعضوتي الكونغرس في المسجد الأقصى، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة.

ويستند نتنياهو في قراره إلى قانون أقره الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قبل أكثر من عام، يجيز لوزير الداخلية منع أشخاص من الدخول بداعي دعمهم لمقاطعة إسرائيل.

وطليب وعمر أول امرأتين مسلمتين تنتخبان للكونغرس وهما من الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي. وأبدت الاثنتان دعمهما لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المؤيدة للفلسطينيين.

ورشيدة طليب، هي سياسية ومحامية أميركية مسلمة من أصول فلسطينية، وفازت في عام 2018، بترشيح الحزب الديمقراطي من أجل مقعد في مجلس النواب الأميركي عن الدائرة الانتخابية 13 في ولاية ميشيغان.

أما إلهان عمر، فهي سياسية أميركيّة من مينيسوتا ذات أصل صومالي، وانتخبت في 6 نوفمبر/تشرين ثاني 2018 عضوا في الكونغرس الأميركي.

وتعد عمر مؤيدة صريحة لإنهاء الاحتلال الفلسطيني وتعرضت لانتقادات في الولايات المتحدة لما يصفه البعض بأنها آراء معادية للسامية. وفي شباط/فبراير، جرى إجبارها على الاعتذار لادعائها أن الأموال الإسرائيلية أثرت على أفعال الكونغرس.

وتلقت إلهان عمر دعما وتعاطفا كبيرا بع أن هاجمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب ثلاثة من عضوات الكونغرس من ذوات البشرة السمراء بعبارات عنصرية في يوليو الماضي، حيث نشر تغريدات قال فيها إنهن ولدن جميعاً في بلدان أجنبية ويجب عليهن العودة إلى هناك.

ويمكن أن يؤدي منع النائبتين الأميركيتين من زيارة فلسطين إلى تفاقم التوتر في العلاقات بين نتنياهو، الذي أبرز علاقته الوثيقة بترامب خلال حملته الانتخابية السابقة والحالية، وأعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس.