نابولي يفقد هويته والنقاط الثلاث!
في مواجهة لصالح الجولة الثانية من دوري المجموعات في منافسات دوري أبطال أوروبا، خسر نابولي بثلاث أهداف مقابل هدفين أمام ريال مدريد، على أرضه وأمام جمهوره.
فبعد أن بدأ المباراة بنزعة قوية وسجل هدف السبق في الدقيقة الـ 19، الذي كان من المفترض أن يضخ روح المنافسة والتقدم لدى كتيبة النادي الأزرق، تراجع وفقد زمام المبادرة، ليستعيد ريال مدريد توازنه ويفرض سيطرته، ويعدل النتيجة بتسجيله هدفين على التوالي، لينتهي الشوط الأول بتقدم النادي الإسباني بهدفين مقابل هدف.
في النصف الثاني من المباراة، دخل نابولي بوجهٍ آخر ففرض سيطرة واضحة ببداية الشوط وتمكن من تعديل النتيجة من ركلة جزاء في الدقيقة الـ 54، واستمر بضغطه على النادي الملكي بهجمات عديدة، برز في صناعتها الجناح الجورجي كفاراتسيخيليا، أبقت لاعبي ريال مدريد في منطقتهم في أغلب أوقات الشوط الثاني، لكنها لم تكلل بالنجاح، لينشط بعدها أداء النادي الإسباني بعد عدة تغييرات أجراها مدربهم الايطالي كارلو أنشيلوتي، أبرزها دخول الكرواتي لوكا مودريتش، والذي كان تأثيره واضحا في تحرير الفريق من سطوة وضغوط هجمات نادي نابولي، ما تكلل أخيرًا، بهدف من تسديدة صاروخية للأورغوياني فيديريكو فالفيردي، ساهم حارس مرمى نابولي بدخولها، لتسجل بإسمه في لوحه الأهداف.
نابولي الذي كان من المفترض أن يستغل أجواء المباراة التي تلعب على أرضه وأمام جماهيره، وما يمتلك من اسماء فاعلة في الفريق، ليخطف فوزًا هامًا يعزز حظوظه في التأهل، بدأ وكأنه فاقدًا لهويته في الكثير من أوقات المباراة، فحتى الفترات التي شهدت سيطرةً وضغطًا كبيرًا من قبله، لم يستغلها بالشكل الأمثل، إذ كان واضحًا غياب اللمسة الأخيرة عن مهاجمي الفريق، وما عابه أيضًا، غياب المتابعات الصحيحة والناجحة للهجمات، ما جعل ضغطه وسيطرته دون جدوى وبلا ملامح، فظهر الفريق بلا هوية واضحة، وكأنه يلعب المباراة على احتمالاتها الثلاث.
في الجانب الآخر يبدو أن أنشيلوتي قرأ هذا المباراة بشكل صحيح وبالذات مجريات الشوط الثاني، إذ تمكن بعد عدة تغييرات أن يقلب الأمور لصالحه، وبدلاً من التقهقر إلى الوراء واستقبال الهجمات، قلب الطاولة وأصبح فريقه هو من يمسك زمام الأمور ويضغط بشكل كبير، ضغط تكلل أخيرا بهدف الفوز بصاروخية لفالفيردي من خارج منطقة الجزاء.
رغم الفوز واقتناص النقاط الثلاث، إلا أن ريال مدريد لم يكن مقنعًا تمامًا، كما في أغلب مبارياته الأخيرة، بل في الكثير من مبارياته في السنوات الأخيرة، والتي كان يحسم نتائجها دون أن يقدم أداءًا مقنعًا وممتعًا لجماهيره ولعشاق كرة القدم، وهذا ما أصبح واضحًا جدًا عليه، بل أن المستويات التي يقدمها في مبارياته الأخيرة، أصبحت مقلقة لعشاقه، فشبح الخسارة يحوم حولهم قبل بداية كل مباراة.