نايت شيامالان يحول إجازة صيفية إلى كابوس وجودي

المخرج الهندي ذو الأصول الهندية الذي قدم لسينما الرعب النفسي عشرة أفلام يواصل مغامراته الخارقة للطبيعة في فيلم 'أولد'.
اسم شيامالان قفز في عام 1999 على مستوى العالم وتحول إلى ظاهرة رعب جديدة
شيامالان يذكرنا بمخرج الرعب الشهير ألفريد هتشكوك
جميع أفلام شيامالان روحية وذات محتوى عاطفي
شيامالان صاحب أسلوب الرعب النفسي المتطور

لوس أنجليس -  تستقبل صالات السينما في 23 يوليو/تموز واحدا من أقوى أفلام الرعب النفسي للمخرج مانوج نايت شيامالان الذي يعد أيقونة لهذه النوعية المعاصرة من الأعمال السينمائية.
يحمل فيلم المخرج الأميركي ذي الأصول الهندية عنوان "أولد" (العجوز) ويدور في قالب الإثارة النفسية الخارقة للطبيعة، ويستند في أحداثه إلى الرواية الفرنسية المصورة "ساند كاسل" الصادرة في العام 2010، للكاتبين بيير أوسكار ليفي وفريدريك بيترز، وكتب السيناريو الخاص به المخرج نفسه.
يروي العمل الجديد قصة عائلة تقضي يوما على شاطئ استوائي منعزل يتسبب في تقدمهم في السن بسرعة مرعبة لتصبح دورة حياتهم بأكملها عبارة عن يوم واحد، ويجدون أنفسهم فجأة في مواجهة شبح الموت. 
تبدأ أحداث الفيلم حيث يكتشف أفراد الأسرة جثة هامدة لشخص مجهول وينتبهون إلى أن هناك شيئا غير طبيعي يحدث في هذا الشاطئ الغامض وتتنامى مخاوفهم من أن تنقضي حياتهم بسرعة خلال ذلك اليوم.
ويشهد الوالدان وهم يشدون أطفالهم الصغار يكبرون بسرعة في غضون ساعات وترتسم التجاعيد على وجوهم في واحد من ألغاز المخرج النتفرد بالنهايات الغريبة. 
ويشارك في بطولة الفيلم الذي يعد كابوسا وجوديا الممثلون غايل غارسيا برنال وفيكي كريبس وروفوس سيويل وكين ليونغ ونيكي أموكا بيرد وآبي لي وآرون بيير وأليكس وولف وإمبث دافيدتز وإليزا سكانلين وإيمون إليوت وكاثلين تشالفانت.

ويعد شيامالان (52) عاما نجما من نجوم أفلام الرعب النفسي المعاصر، بدأ حياته الفنية في عام 1992 عبر فيلم "الصلاة مع الغضب" الذي كتبه وأنتجه وأخرجه بنفسه ولكنه لم يحصل على أي نجاح يذكر في شباك التذاكر وتبعه بفيلم فاشل آخر.
وكانت بداية نجاحه بكتابته وإخراجه فيلم "الحاسة السادسة" (1999) الذي ترشح لست جوائز أوسكار، منها جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج.
و"الحاسة السادسة" أول فيلم رعب من تأليف شيامالان وإخراجه وهو من بطولة النجم بروس ويليس، وقدم فيه رعبا نفسيا راقيا بأسلوب متطور كما وضع نهاية مفاجئة للجماهير بأسلوب جديد فقفز الفيلم بقوة في شباك التذاكر الأميركية قبل أن يقفز أيضا اسم شيامالان على مستوى العالم ويتحول إلى ظاهرة رعب جديدة في عالم هذه النوعية من الأفلام.
وأخرج بعده عدة أفلام تدور في إطار الإثارة والخيال العلمي لاقت متابعة جماهيرية وإشادات نقدية إيجابية.
ففي عام 2000 أخرج شيامالان فيلما تشويقيا آخر خارجا عن المألوف "غير قابل للكسر" ومرة أخرى مع الممثل بروس ويليس والممثل صامويل جاكسون، وحصل على استحسان النقاد الذي قالوا إنه صنع بحس الإخراج الذكي وحقق الفيلم نجاحا جيدا في شباك التذاكر.
وفي عام 2004 قدم فيلما جديدا بعنوان "القرية" يحكي الفيلم عن قصة مجموعة من الناس تعيش في قرية بسيطة، تحاصر هذه القرية غابة مليئة بمخلوقات مفترسة مرعبة التي تثير الخوف في نفوس الساكنين وتهدد حياتهم، ولكن ما وراء تلك الغابة وما السر في تلك المخلوقات كعادة شيامالان في صنع نهاية غريبة وغير متوقعة في هذا الفيلم.
ثم قدم فيلم "غلاس" مع النجمين بروس ويليس وصامويل جاكسون، والذي يعد ثالث جزء من ثلاثية تسمى "إيسترايل 177" ضمت فيلمي "غير قابل للكسر" (2000)، و"انفصام" (2017).
وقدم لسينما الرعب خلال مسيرته الفنية حتى اليوم عشرة أفلام، انتهى ثلاثة منها بأسلوب المفاجأة الذي تميز به، ويمتلك شيامالان عادات غريبة تذكرنا بمخرج الرعب الشهير ألفريد هتشكوك فهو يهوى الظهور في أفلامه ولو في لقطة عابرة كما يعشق أسلوب الرعب النفسي المتطور.
وفي مقابلة له مع صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية قال "الاعتقادات الخاطئة عني هي أن أفلامي جميعها مخيفة أو أن جميعها لها نهايات غريبة وغير متناسقة والحقيقة أن جميع أفلامي روحية وذات محتوى عاطفي".
وكما هو معتاد في معظم أعمال المخرج، فإن عشاق أفلام الرعب النفسي الخارق للطبيعة يتوقع حدوث تطور غير متوقع في نهاية الفيلم.