نبرة تمنّن تركية على ايران للدفاع عن اردوغان

حزب الرئيس التركي يصف اردوغان بانه أكبر صديق لايران بسبب معارضته العقوبات الاميركية، ويستغرب هجوم المسؤولين الايرانيين على الأبيات الشعرية الخلافية.
طهران: القصيدة واحدة من رموز الانفصاليين الاتراك
الأبيات مأخوذة من قصيدة للشاعر الأذري محمد إبراهيموف
ايران تنازلت قبل 200 عام عن مناطق الأذريين شمال نهر أراس

لندن – هاجمت تركيا السبت مسؤولين ايرانيين بسبب تصريحات اعتبرتها مسيئة للرئيس رجب طيب اردوغان بعد أن تلا مقطعا شعريا من شأنه تشجيع النزعة الانفصالية لدى الايرانيين ذوي الاصول الأذرية.
وألقى اردوغان الابيات الشعرية في العاصمة الأذرية باكو خلال احتفال بمناسبة الانتصار العسكري الذي حققته أذربيجان على أرمينيا بدعم من تركيا بعد ستة اسابيع من القتال حول منطقة ناغورني قرة براغ المتنازع عليها.
وربط المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك السبت بين موقف انقرة من العقوبات المفروضة على طهران، وتعليقات العديد من المسؤولين الايرانيين على القصيدة التي وصفها بانها "قبيحة".
وكتب جليك في تغريدة على تويتر"السياسيون الإيرانيون أضاعوا البوصلة فخلطوا بين الرئيس أردوغان الذي يعتبر دائماً إيران دولة صديقة وشقيقة وبين أعداء بلادهم".
واضاف "عندما صمت الجميع حيال تعرض إيران للإملاءات وفرض العقوبات عليها كان الرئيس أردوغان الشخص الوحيد الذي رفع صوته لمساندتها". وتابع "لطالما عارض رئيسنا المظالم التي تعرضت لها إيران الشقيقة ويجب على السياسيين الإيرانيين الذين تجاوزوا حدودهم أن يكونوا محترمين عندما يتحدثون عن الرئيس أردوغان".

يجب على السياسيين الإيرانيين الذين تجاوزوا حدودهم أن يكونوا محترمين عندما يتحدثون عن الرئيس أردوغان

والجمعة، قال زير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر "لم يخبر أحد الرئيس أردوغان أن ما تلاه بشكل خاطئ يشير الى الفصل القسري لمناطق في شمال آراس عن الوطن الأم في ايران".
وكانت وزارة الخارجية الايرانية استدعت الجمعة السفير التركي في طهران حول تعليقات إردوغان "التدخلية وغير المقبولة"، مطالبة بـ"تفسير فوري". في المقابل، استدعت تركيا سفير إيران لدى أنقرة بسبب مزاعم "لا أساس لها".
وأبلغت الخارجية السفير الايراني أنّه "من غير المقبول" بالنسبة إلى ظريف أن يكتب على تويتر بدلا من استخدام قنوات أخرى للتعبير عن "انزعاجه".
وقال جليك، المتحدث باسم حزب اردوغان بنبرة تمنن "يجب أن لا ينسوا أنه عندما تعرض الشعب الإيراني للظلم في مسألة الملف النووي كان أردوغان والرئيس البرازيلي فقط من وقع اتفاقية مع إيران ضد هذا الظلم".
واعتبر جليك أن السياسيين الإيرانيين الذين هاجموا الرئيس أردوغان "إنما هاجموا أكبر صديق لبلادهم وأسعدوا أعداء إيران".
وتعيش في إيران جماعة كبيرة من السكان من القومية الاذرية وخاصة في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا والتي يفصلها عن أذربيجان نهر آراس.
وتعود ابيات الشعر التي قرأها أردوغان للشاعر الأذري الشهير محمد إبراهيموف وهي ضمن قصيدة تتحدث عن نهر آراس وقيمته التاريخية لدى الشعب الأذري وخاصة عند سكان منطقة آراس.
ووفقا لوكالة ايسنا الايرانية فإن القصيدة تعد "واحدة من رموز الانفصاليين الاتراك". وهي وتشكو من المسافة بين الأشخاص الذين يتحدثون الأذرية على ضفتي النهر.
وكانت منطقة نهر آراس تخضع للسيادة الإيرانية حتى عام 1813، لكن وفقا لاتفاقية تاريخية بين إيران وروسيا والمعروفة باتفاقية "كلستان"، تنازلت بموجبها طهران عن هذه المنطقة لصالح موسكو.
وجغرافيا يقع نهر اراس في بلدان تركيا وأرمينيا وأذربيجان وإيران ويعتبر من أكبر أنهار القوقاز نظرا لطوله وكبر مساحة حوضه.
ونهر أراس معروف أيضا باسم أراكس بالأرمينية وأراكسس باليونانية وبالتركية والكردية والفارسية والأذرية يسمى آراس أو اراز.