نتائج الانتخابات المحلية تكشف تمسك الناخبين البريطانيين ببريكست

نتائج أكثر من 40 بالمئة من المجالس تكشف تحقيق الأحزاب الديمقراطية الليبرالية المناهضة لبريكست مكاسب في الانتخابات المحلية البريطانية إلى جانب المرشحين المستقلين.

لندن - تعرض المحافظون الحاكمون في بريطانيا والعماليون المعارضون إلى خسائر الجمعة في الانتخابات المحلية، خصوصا بسبب الإحباط السائد في أوساط الناخبين من الجمود الذي يواجه ملف بريكست.

وخسر حزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي المحافظ عدة مجالس محلية ومئات المقاعد، لكن حزب العمال لم يستفد كذلك من الخسارة إذ منحت الأصوات بدلا من ذلك إلى الأحزاب الأصغر.

ولا تبشر نتائج الحزبين الرئيسيين في بريطانيا بخير قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة التي يتوقع أن تجري في بريطانيا بتاريخ 23 أيار/مايو.

وبعدما صوت البريطانيون في حزيران/يونيو 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، كان من المفترض أن تغادر لندن في 29 آذار/مارس هذا العام، وهو ما كان سيعني أنها لن تخوض الانتخابات الأوروبية.

لكن تم تأجيل موعد الانسحاب إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر بعدما فشل النواب المنقسمين في الموافقة على اتفاق الانفصال الذي أبرمته ماي مع الاتحاد الأوروبي.

ويجري المحافظون والعمال محادثات في مسعى للتوصل إلى حل بإمكانه الحصول على تأييد جميع الأحزاب، رغم أنه من غير المتوقع أن يتم التوصل إلى نتيجة في الوقت المناسب لتجنب إجراء الانتخابات الأوروبية في بريطانيا.

ومع إعلان النتائج في أكثر من 40 بالمئة من المجالس، حقق الليبراليون الديمقراطيون (وسط) والخضر (يسار) -- وكلاهما يناهض بريكست -- مكاسب إلى جانب المرشحين المستقلين.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن النتائج تبدو "كصفعة في وجه الحزبين الرئيسيين".

وتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع الخميس في الأرياف والضواحي حيث يجري التصويت للفوز بـ8000 مقعد.

وتتنافس الأحزاب في إيرلندا الشمالية على جميع المجالس المحلية الـ11 في المقاطعة.

وقال الخبير في شؤون الانتخابات جون كورتيس لهيئة الإذاعة البريطانية  "يبدو أن الرسالة الأساسية من الناخبين إلى كل من حزبي المحافظين والعمال هي 'تبّا لكما'".

وأضاف أن الحزبين الرئيسيين "يتعرضان للخسائر في الدوائر التي كانا فيها الأقوى"، مع خسارة المحافظين مقاعد في جنوب بريطانيا والعمال في الشمال.

ويعد المحافظون أقوى تقليديا في المناطق التي جرت المنافسة فيها الخميس، حيث يدافعون عن موقعهم. وعادة ما ينقلب الناخبون على الحكومة وهي في السلطة في مرحلة منتصف المدة هذه من الدورة الانتخابية.

لكن حتى حزب العمال اليساري مُني بخسائر. وعلى أي حزب يهدف لتولي الحكومة أن يتوقع تحقيق مكاسب كبيرة.

وقال زعيم الليبراليين الديمقراطيين فينس كابل إن الناخبين "لم يعد لديهم ثقة بالمحافظين لكنهم يرفضون مكافأة العمال بينما يراوغ الحزب بشأن أهم مسألة اليوم: بريكست".

الناخبون يرفضون مكافأة حزب العمال لمراوغته وعدم وضوحه بشأن بريكست
الناخبون رفضوا مكافأة حزب العمال لمراوغته وعدم وضوحه بشأن بريكست

وموقف حزب العمال بشأن بريكست، الذي يصفه بعض المعلقين بأنه أشبه بالغموض البنّاء، مصمم لتجنب خسارة داعميه سواء من أنصار مغادرة الاتحاد الأوروبي أو أولئك الذين يطالبون بالبقاء في التكتل.

وقال النائب عن حزب العمال أوين سميث الذي حاول الإطاحة بزعيم الحزب جيريمي كوربن في 2016 إن تخبط العمال بشأن بريكست بات مكشوفا بالنسبة للعامة.

وأضاف أن "الناخبين لا يكافئون المراوغين".

وقد تتفاقم المشكلات التي يواجهها الحزبان الرئيسيان في الانتخابات الأوروبية عندما سيواجهان كذلك قوتين تشكلتا حديثا هما: "حزب بريكست" الذي يحتل الصدارة وفق استطلاعات الرأي وحزب "التغيير البريطاني" الوسطي والمؤيد للاتحاد الأوروبي.

ولم يخض أي الحزبين الانتخابات المحلية التي منعهما توقيتها من إيجاد آلاف المرشحين.

وبإمكان نتائج الانتخابات المحلية أن تساهم في دفع الساسة لإيجاد حل للجمود الذي يواجه بريكست.

وقال النائب المحافظ برنارد جينكن لبي بي سي "إذا لم يصلح الحزب المحافظ أساليبه سريعا، فسينتهي".