نتانياهو خارج لعبة تشكيل الحكومة

خصوم نتانياهو يقتربون من تشكيل ائتلاف حكومي قد ينهي 15 عاما من وجوده في السلطة، بينما يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي في مناورة أخيرة لمنع خصومه من تشكيل 'حكومة تغيير' لحفظ مكانته.
التحركات جارية في إسرائيل لتشكيل تحالف مناوئ لنتانياهو
بينيت اليميني المتطرف يبحث تشكيل حكومة مع اليسار والوسط
نتانياهو المتهم بالفساد يواجه المجهول في حال خسر معركة الرئاسة

القدس - يقترب سياسيون إسرائيليون الأحد من تشكيل ائتلاف حكومي ينهي 15 عاما من وجود رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في السلطة وذلك بالتزامن مع استمرار مباحثات التهدئة التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس الإسلامية المسيطرة على قطاع غزة.

وتشير معطيات الساحة السياسية الإسرائيلية توجه السياسيين اليميني نفتالي بينيت والمذيع التلفزيوني يائير لبيد نحو تشكيل ائتلاف "التغيير" الحكومي الذي من شأنه الإطاحة بنتانياهو، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي لمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة الأربعاء.

وأخفق نتانياهو بعيد انتخابات مارس/آذار في تشكيل ائتلاف حكومي قبل أن يعهد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مايو/أيار الجاري المهمة إلى الزعيم الوسطي يائير لبيد المهمة.

وتأتي مساعي تشكيل الحكومة الإسرائيلية في الوقت الذي تعقَد في كل من القاهرة وإسرائيل والأراضي الفلسطينية محادثات حول آليات التهدئة مع قطاع غزة وإعادة إعماره بعد تصعيد بين الجانبين استمر 11 يوما تسبب بإيقاف محادثات الائتلاف الحكومي قبل أن تستأنف الجهود الأحد.

وفي حال نجح لبيد وبينيت الذي سبق أن شغل حقيبة وزارية في عهد نتانياهو، في تشكيل ائتلاف "التغيير" فسوف يؤدي ذلك إلى الإطاحة برئيس الوزراء الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد.

ومن المتوقع أن يعتمد ائتلاف لبيد-بينيت على التناوب، إذ سيشغل الزعيم اليميني المتشدد رئاسة الوزراء قبل أن يترك المنصب للبيد.

وسيتشكل الائتلاف الحكومي أيضا من وزير الدفاع وزعيم حزب أزرق أبيض الوسطي بيني غانتس الذي واجه نتانياهو في ثلاث انتخابات سابقة غير حاسمة، بالإضافة إلى زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر.

وسينضم إلى الائتلاف الحكومي كل من حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان وحزبي العمل وميرتس.

لكن يبقى الائتلاف المتوقع بحاجة إلى دعم أحزاب يمينية متشددة تدعم الاستيطان إلى جانب دعم النواب العرب في الكنيست، وهي أمور تصعّب تشكيل الائتلاف.

موقف يائس

في الانتخابات الأخيرة التي أجريت للمرة الرابعة خلال نحو عامين، حصل حزب الليكود بزعامة نتانياهو على ثلاثين مقعدا، لكن رفض شركاؤه اليمينيون المتشددون الجلوس مع الأحزاب العربية والحصول على دعمها، تسبب في إخفاق رئيس الوزراء.

وجاء لبيد وحزبه الوسطي في المرتبة الثانية ومُنح المذيع التلفزيوني أربعة أسابيع لتشكيل الحكومة وهي مهلة عطلها التصعيد مع قطاع غزة والذي بدأ في العاشر من الشهر الجاري قبل أن ينتقل إلى الضفة الغربية والمدن العربية والمختلطة داخل إسرائيل.

وقال المحلل السياسي غايل تليشر من الجامعة العبرية لوكالة فرانس برس إن إسرائيل "أقرب من أي وقت مضى" من "تحالف التغيير"، معتبراً أن "نتانياهو في وضع يائس".

وفق تليشر، فإن نتانياهو كان قد عرض على بينيت وحليفه السابق المنشق جدعون ساعر اتفاق تناوب خاص.

وسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد في مناورة أخيرة لمنع خصومه من تشكيل "حكومة تغيير"، قائلا إن ائتلافا للمعارضة سيكون "خطرا على أمن" إسرائيل.

وفي مقطع فيديو لاحق، دعا نتانياهو كل من ساعر وبينيت إلى "الحضور الآن وعلى الفور" للقائه والانضمام إلى حكومة تناوب ثلاثية.

وقال رئيس الوزراء "نحن في لحظة حاسمة بالنسبة لأمن دولة إسرائيل وصورتها ومستقبلها".

نتانياهو في وضع يائس
نتانياهو في وضع يائس

معيقات إضافية

يواجه تحالف "التغيير" الذي يتزعمه لبيد معيقات إضافية، إذ يعترض بعض أعضاء الكنيست اليمنيين على الشراكة مع نظرائهم العرب والذي يمثلون الأقلية العربية داخل إسرائيل والبالغ تعدادها نحو 20 بالمئة.

وشهدت المدن العربية والمختلطة في إسرائيل تصاعد التوتر بين السكان من العرب الإسرائيليين واليهود.

وقال العضو في حزب يمينا عميخاي شيكلي للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه سيصوت "قطعا" ضد الائتلاف الجديد.

وترفض الأحزاب العربية في الكنيست الانضمام إلى حكومة يرأسها نفتالي بينيت الذي يدعم توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

ونوّه نواب من القائمة العربية المشتركة التي تحتل ستة مقاعد في البرلمان إلى أنهم سيؤيدون حكومة بزعامة لبيد لكنهم لن يدعمون تلك التي سيترأسها بينيت.

وقال زعيم حزب التجمع الإسلامي المحافظ منصور عباس الذي حصل حزبه على اربعة مقاعد، إنه قد لا ينضم إلى الائتلاف لكنه سيدعمه على الأرجح بهدف تحسين أوضاع المجتمع العربي داخل إسرائيل.

ومن غير المرجح أن يعمل أي تحالف حكومي جديد في إسرائيل على إيقاف مشاريع الاستيطان التي تسارعت تحت قيادة نتانياهو سواء في الضفة الغربية أو القدس الشرقية المحتلتين.

ومن غير المتوقع أيضا وضع حد للصواريخ التي قد تصل من قطاع غزة في أي تصعيد مستقبلي محتمل أو إنهاء العداء بين الجانبين.

وأكد النائب عن حزب ميرتس موسلا راز للإذاعة العامة الأحد أن "تغيير الحكومة سيحسن الكثير"، لكنه أضاف "لست متأكدا من أن ذلك سيشمل اتفاق سلام".