نتانياهو يتعهد بضم غور الأردن بعد الانتخابات

إسرائيل تسعى للحصول على اعتراف أميركي جديد بضم غور الأردن كونه منطقة استراتيجية ومهمة بعد ضم القدس الشرقية والجولان السوري المحتلين.

القدس - تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء، تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.

وقال نتانياهو في خطاب تلفزيوني "هناك مكان واحد يمكننا فيه تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه في 17 أيلول/سبتمبر".

وأكد رئيس الوزراء عزمه ضم المستوطنات الإسرائيلية في جميع أنحاء الضفة الغربية إذا أعيد انتخابه رغم التنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي من المتوقع أن يعلن عن خطته المرتقبة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعد الانتخابات الإسرائيلية.

في المقابل وصفت المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي تعهد نتانياهو بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي" و"سرقة للأراضي وتطهير عرقي ومدمر لكل فرص السلام".

وقالت عشراوي "هذا تغيير شامل للعبة، جميع الاتفاقيات معطلة (...) في كل انتخابات ندفع الثمن من حقوقنا وأراضينا (...) إنه أسوأ من الفصل العنصري، إنه يشرد شعبا كاملا بتاريخ وثقافة وهوية".

و تسعى إسرائيل من وراء هذه الخطوة إلى الحصول على اعتراف أميركي جديد بضم غور الأردن كونه منطقة استراتيجية ومهمة خصوصا بعد ضمانها اعترافا أميركيا مماثلا بضم القدس الشرقية والجولان السوري المحتلين إلى السيادة الإسرائيلية منذ أشهر.

وفي يونيو الماضي زار نتنياهو غور الأردن صحبة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وتحدث آنذاك عن "الأهمية العليا التي يحظى بها الوجود الإسرائيلي في غور الأردن، بغية ضمان عمقنا الاستراتيجي".

من جانبه قال بولتون خلال الجولة "أعتقد أنه من المؤسف أن عدداً أكبر من الأميركيين لا يأتون إلى أماكن مثل هذه كي يشاهدوا الجغرافيا ويفهموا معناها، وكيف هي تؤثر على وضع إسرائيل الأمني الحيوي. أستطيع أن أؤكد لك أن الرئيس ترامب سيأخذ في الحسبان، وبكل تأكيد، الاهتمامات التي عبرت عنها بشكل واضح للغاية على مدار السنوات الماضية".

ويمكن لهذه الخطوات أن تقضي فعليا على آمال حل الدولتين الذي طالما كان محور الدبلوماسية الدولية.

ويشكل غور الأردن حوالي ثلث الضفة الغربية.

وينظر السياسيون اليمينيون في إسرائيل ومنذ فترة طويلة إلى المنطقة التي تعتبر استراتيجية ولا يمكن التخلي عنها أبدا.

وتقع المستوطنات في المنطقة (ج) في الضفة الغربية والتي تمثل نحو 60 في المئة من الأراضي بما في ذلك معظم وادي الأردن.

وكانت مصادر مقربة من نير بركات، عضو الكنيست ورئيس بلدية القدس السابق، قد كشفت في وقت سابق عن عرض قدمه بركات لنتانياهو يستهدف السيطرة على المنطقة (ج).

وجاءت  خطة بركات تحت عنوان "تحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية، للفلسطينيين والمستوطنين اليهود"، وهي تهدف إلى ضم غور الأردن من خلال إقامة مشروعات اقتصادية وسياحية فيها بإشراف إسرائيلي.

وتبدو خطة بركات مختلفة عن خطة الإدارة الأميركية في ما يعرف بـ"صفقة القرن" التي تشير إلى الاستثمار في مناطق "أي" و"بي" الخاضعتين للسيطرة الفلسطينية، فيما تركز خطة بركات على المنطقة "ج" في غور الأردن.

وقالت نفس المصادر إن جيسون غرينبلات مستشار الرئيس الأميركي الذي استقال منذ أيام، وصهر ترامب جاريد كوشنر قد اطلعا على خطة بركات المقترحة.