نتانياهو يطرد بعثة المراقبين الدوليين في الخليل

دون تفاصيل عن الإساءات المزعومة، رئيس الوزراء الإسرائيلي يتهم البعثة المؤلفة من ستين عضوا بالسعي إلى 'اقتلاع' المستوطنين من كبرى مدن الضفة.

القدس - أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاثنين أن اسرائيل أنهت مهمة بعثة المراقبين الدولية التي تتخذ من مدينة الخليل في الضفة الغربية مقرا.
وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه "لن نسمح بمواصلة وجود قوة دولية تعمل ضدنا".
ومساء قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "عدم تجديد الحكومة الإسرائيلية لقوات التواجد الدولي في الخليل يعني تخليها عن تطبيق اتفاقيات وقعت برعاية دولية، وتخليها عن الوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الاتفاقيات، وهو أمر مرفوض، ولن نقبل به إطلاقا".
وتابع أبوردينة "نطالب الدول الراعية لتوقيع هذه الاتفاقية، بموقف واضح تجاه هذا الموقف الإسرائيلي الخطير، والعمل الفوري للضغط على الحكومة الإسرائيلية لمواصلة العمل على تطبيقها وفق ما تم الاتفاق عليه، وعدم التصرف مع إسرائيل كدولة فوق القانون".
وكان تم نشر بعثة المراقبين هذه في الخليل بموجب اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين تم التوصل اليه بعد مجزرة شباط/فبراير 1994 عندما قام مستوطن اسرائيلي بقتل 29 فلسطينيا كانوا يصلون داخل الحرم الابراهيمي.

نطالب بعدم التصرف مع إسرائيل كدولة فوق القانون

ولم يتضمن البيان تفاصيل بشأن السلوك السيئ المزعوم للبعثة التي تضمن نحو ستين مراقبا من النرويج وإيطاليا والسويد وسويسرا وتركيا.
والخليل هي أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ويعيش فيها نحو 600 مستوطن يحميهم الاف الجنود الاسرائيليين بين نحو 200 الف فلسطيني.
ويتعارض الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية مع قرارات الشرعية الدولية. ويعتبر الحرم الابراهيمي مكانا مقدسا للمسلمين واليهود على حد سواء.
وكانت مهمة بعثة المراقبين المدنيين هذه رصد التجاوزات التي يرتكبها المستوطنون او الفلسطينيون، ولا يحق لعناصرها التدخل مباشرة لدى وقوع حوادث.
وقدمت اسرائيل شكاوى ضد عناصر عاملين في هذه البعثة خلال السنوات القليلة الماضية، واتهمتهم بالانحياز للفلسطينيين.
ويقول الموقع الإلكتروني للبعثة إنها تعمل بموجب تفويض مدته ستة أشهر في كل مرة، لكن لم يحدد متى ينتهي التفويض الحالي.
واتهم معلقون محافظون إسرائيليون البعثة بالتحريض ضد المستوطنين اليهود الذين يعيشون في ظل حماية الجيش الإسرائيلي المشددة.
وتقول البعثة على موقعها الإلكتروني إنها تقوم، منذ انسحاب إسرائيل جزئيا من الخليل في عام 1998 بموجب اتفاقات السلام المؤقتة مع السلطة الفلسطينية "بكتابة التقارير حول الخروقات الواقعة بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية حول اتفاقية الخليل، وخروقات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان".
وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية. وترفض إسرائيل هذا ويروج نتانياهو لسياساته المؤيدة للاستيطان مع سعيه للفوز بولاية جديدة في انتخابات في التاسع من أبريل/نيسان.
وقال في تصريحات منفصلة الاثنين في مستوطنة بالضفة الغربية "يريدون اقتلاعنا من هنا. لن يتمكنوا".
وأضاف "هناك فكر يقول إن السبيل إلى تحقيق السلام مع العرب هو أن نُستأصل من أرضنا. هذا هو الطريق المؤكد لتحقيق عكس هذا الحلم".