نتفليكس تتربع على عرش منصات البث التدفقي

النمو الإجمالي للشركة بات يعتمد على محركات إضافية مثل تحسين صيغ الاشتراك وعائدات الإعلانات.
المنصة الرائدة في مجال البث التدفقي تضم ما يقرب من 270 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم

سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) - باتت نتفليكس تضم ما يقرب من 270 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم، بعد استقطابها أكثر من 9 ملايين اشتراك إضافي في الربع الأول من العام الجاري، وهو مستوى أكثر بكثير من المتوقع، لكن المنصة الرائدة في مجال البث التدفقي لم تعد ترغب في الاعتماد حصرا على هذا النمو للبقاء في القمة.

وقال المدير العام المشارك للمجموعة غريغ بيترز الخميس "سنشهد بلا شك زيادة متواصلة في عدد المشتركين، لكن النمو الإجمالي للشركة بات يعتمد على محركات إضافية، مثل تحسين صيغ الاشتراك، وعائدات الإعلانات وتعديل الأسعار على أساس القيمة المضافة".

وأضاف خلال مؤتمر عبر الهاتف بعد نشر النتائج الفصلية "تشكل هذه الروافع جزءا متزايد الأهمية من نموذجنا الاقتصادي".

كما أعلنت المجموعة، التي تتوقع انخفاض الازدياد في عدد المشتركين خلال الربع الحالي، أنها لن تكشف عن عدد الاشتراكات الجديدة كل ثلاثة أشهر اعتبارا من العام المقبل.

وأوضح بيترز أن نتفليكس ترغب في التركيز على مقاييس "تفاعل" الجمهور (الوقت الذي يمضيه في مشاهدة المحتوى)، لأنها تعكس "بشكل أفضل" قدرة المنصة على بناء الولاء والجذب لدى المستخدمين، وبالتالي توليد "المشاركة والإيرادات والأرباح".

وحققت نتفليكس بفضل النمو الكبير في عدد المشتركين، في الربع الأول من العام الجاري إيرادات قدرها 9.37 مليارات دولار وصافي أرباح قدره 2.3 مليار دولار، في نتيجتين شهدتا ازديادا على أساس سنوي وفاقتا أيضا التوقعات.

وقد حققت المنصة انطلاقة قوية في مطلع العام الحالي مع اجتذابها 13 مليون مشترك إضافي خلال موسم أعياد نهاية العام، وذلك بفضل سياستها الأكثر صرامة بشأن مشاركة الحسابات بين المستخدمين وتقديمها صيغة اشتراكات أرخص تتضمن إعلانات.

وعلق روس بينيس من شركة "إي ماركتر" أن "نتفليكس تستمر في التفوق على منافسيها"، ما "يشير إلى أن مشاركة كلمات المرور كانت أكثر شيوعا مما كان يُعتقد سابقا، حيث تستمر الخدمة في تحويل المشاهدين المتطفلين إلى مستخدمين يدفعون" مقابل اشتراكاتهم.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد أكد بيترز أن نتفليكس تعمل على "آليات أكثر فعالية للتحويل" (إلى الخدمات المدفوعة)، سواء على صعيد المستخدمين الذين "يستعيرون الرموز" أو المشتركين القدامى أو الوافدين الجدد.

وفي هذا السياق، يتساءل بعض المحللين لماذا خططت نتفليكس لإنفاق 17 مليار دولار "فقط" على المحتوى في عام 2024، بدلا من الحصول على المزيد من حقوق البث لمسلسلات تنتجها أطراف ثالثة، على سبيل المثال.

ويعتقد بينيس أن الخدمة "تخاطر بفقدان روح الابتكار" إذا أصبحت أكثر انتقائية في إنتاج المحتوى لتوفير المال.

وتعتمد نتفليكس هذا العام على مواسم جديدة من مسلسلات ناجحة من إنتاجها، مثل "بريدجرتون"، وخصوصا المسلسل الكوري الجنوبي "لعبة الحبار" (سكويد غايم).

وفي مارس/آذار، أطلقت نتفليكس أيضا "معضلة الأجسام الثلاثة" (ذي ثري بادي بروبلم)، وهي سلسلة خيال علمي جديدة من إنتاج صانعي "لعبة العروش" (غايم أوف ثرونز)، مقتبسة من أحد الكتب الأكثر مبيعا في الصين.

لكن لم يعد يتعين على نتفليكس أن تكافح من أجل جذب انتباه المشاهدين والاحتفاظ بهم فحسب، بل عليها أيضا إقناع المعلنين، وفق ما يشير نائب رئيس شركة "فورستر" مايك برولكس.

بيانات

وباتت معظم منصات البث التدفقي تقدّم صيغ اشتراك مع إعلانات، لذلك فإن "العلامات التجارية لديها المزيد من الخيارات"، بحسب برولكس.

وفي يناير/كانون الثاني، وقّعت الشركة صفقة تتيح لها بث مباريات دوري المصارعة المحترفة الأميركي "دبليو دبليو إي" (WWE) للسنوات العشر المقبلة، مقابل 5 مليارات دولار، وفي مارس/آذار، أعلنت عن البث المباشر في نهاية يوليو/تموز لمباراة ملاكمة بين اليوتيوبر والملاكم المتدرب جيك بول وأسطورة الحلبة مايك تايسون.

ويوضح برولكس أن "مثل هذه الأحداث تجذب المعلنين لأنها تولّد قدرا كبيرا من الاهتمام وتسمح للعلامات التجارية بالمشاركة من خلال تنسيقات إعلانية أكثر تخصيصا".

بدأت هذه الصيغة تجتذب المستخدمين بالفعل، إذ إنّ أكثر من 40 في المئة من المشتركين الجدد يختارونها حيث يكون ذلك متاحا، وفق نتفليكس.

وفي وول ستريت، خسر سهم المجموعة أكثر من 4 في المئة خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق البورصة الخميس.

ويعود ذلك إلى أنه "لم يرُق" للسوق قرار التوقف عن نشر عدد المشتركين، وفق صوفي لوند ييتس من شركة "هارغريفز لانسداون"، لكنها ترى في ذلك "تطورا طبيعيا"، فقد "كان الهدف دائما تنمية قاعدة العملاء، ثم تنويع مصادر الدخل".