نتنياهو لا يستبعد اغتيال خامنئي رغم معارضة ترامب
االقدس - اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين أن اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي سينهي الصراع الدائر بين تل أبيب وطهران، رغم معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأي خطط لاستهداف الزعيم الأعلى الإيراني، بالنظر إلى تداعياتها الثقيلة المحتملة على استقرار المنطقة.
وفي حال اغتيال خامنئي يمكن أن يؤدي الانتقام الإيراني إلى تصعيد كبير في التوترات الإقليمية، مع استهداف مصالح الدول التي ستتهمها طهران بالضلوع في ذلك، وتتصدرها إسرائيل وواشنطن.
ويرى مراقبون أن السيناريو الأكثر خطورة هو اندلاع حرب شاملة في المنطقة، حيث يمكن أن تتدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع باعتبار الرمزية الكبيرة التي يحظى بها خامنئي لدى الشيعة.
ويتوقع أن تشتد الصراعات بالوكالة التي تدعمها إيران في عدة جبهات من بينها اليمن والعراق ولبنان وسوريا، حيث تسعى طهران لفرض نفوذها عبر أذرعها.
وقد يؤدي اغتيال خامنئي إلى انهيار النظام الإيراني وظهور حكومة جديدة. ومع ذلك، هذا ليس مؤكدًا، وقد يساهم مقتله في تعزيز قبضة المتشددين على السلطة.
وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الأميركية، عن تقارير تفيد برفض ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع، قال نتنياهو "هذا لن يؤدي إلى تصعيد الصراع، بل سينهيه".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "الحرب الأبدية هي ما تريده إيران، وهم يدفعوننا إلى شفا حرب نووية".
ورغم الحروب التي تشنها إسرائيل في المنطقة، قال نتنياهو إن "ما تفعله الدولة العبرية هو منع ذلك، ووضع حد لهذا العدوان، ولا يمكننا تحقيق ذلك إلا من خلال الوقوف في وجه قوى الشر".
وعندما سُئل عما إذا كانت بلاده ستستهدف المرشد الأعلى بالفعل، قال إن تل أبيب "تفعل ما يتعين عليها فعله، ولن أخوض في التفاصيل".
والجمعة، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، عدم وجود خطة لاغتيال خامنئي أو كبار المسؤولين في النظام، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
وفي السياق، اعتبر نتنياهو أن "من مصلحة أميركا دعم إسرائيل في سعيها للقضاء على البرنامج النووي الإيراني".
وبشأن التقارير التي قالت إن إيران أشارت لشركائها بأنها تسعى لإنهاء الحرب واستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، قال نتنياهو "لستُ مُستغربًا، فهم يريدون الاستمرار في هذه المحادثات الزائفة التي يكذبون فيها"، وفق قوله.
وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
ومساء اليوم ذاته، بدأت طهران الرد بهجمات صاروخية بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت أيضا أضرارا مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو الألد، ويعد هجوم إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.