نتنياهو يؤكد ودمشق تنفي طلب المساعدة من إسرائيل
القدس - أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين أنه "وافق" على إرسال مساعدة إلى سوريا التي ضربها زلزال عنيف مصدره تركيا، بناء على طلبها عبر قنوات "دبلوماسية"، الأمر الذي نفته دمشق.
وقال نتانياهو أمام نواب حزبه الليكود، إنّ إسرائيل "تلقّت طلبا عبر مصدر دبلوماسي لتقديم مساعدة إنسانية لسوريا ووافقتُ على ذلك"، مضيفا أنه سيتم إرسال المساعدة قريبا، إلا أن مكتبه امتنع عن تقديم المزيد من التفاصيل حول الجهة أو المصدر الدبلوماسي الذي نقل إليه الطلب السوري.
ونفى مصدر رسمي سوري لوسائل إعلامية "مزاعم المسؤولين الإسرائيليين التي تتحدث عن طلب تقدمت به سوريا من الكيان الإسرائيلي للمساعدة في أعمال الإغاثة".
وقال إن "كل ما ينشر في وسائل إعلام العدو لا يتعدى سوى حملة دعائية لرئيس وزرائه"، مضيفا "كيف لسوريا أن تطلب المساعدة من كيان قتلَ وشارك في قتل السوريين طوال العقود والسنوات الماضية". وسوريا وإسرائيل في حالة عداء ولا علاقات رسمية تجمعهما.
وقتل حوالى 2300 شخص في جنوب شرق تركيا وفي سوريا المجاورة، إثر زلزال عنيف بلغت قوته 7.8 درجات تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته 7.5 درجات وشعر بهما سكان غرينلاند والدنمارك.
وقتل ألف شخص على الأقل في أنحاء سوريا جراء الزلزال الذي ضربها فجرا في حصيلة جديدة غير نهائية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
وأعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد القتلى إلى 570 وإصابة 1403 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 430 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.
ومن المتوقع أن ترتفع الحصيلة أكثر بكثير مما هو معلن، اذ تفيد الحكومة السورية ومصادر من المناطق الخارجة عن سيطرتها بوجود ضحايا تحت الأنقاض بينما تستمر جهود الإغاثة بإمكانات محدودة وفي ظروف مناخية قاسية.
ووفقا لوزارة الخارجية الإسرائيلية، غادر فريق من عمّال الإغاثة الإسرائيليين المتخصّصين إلى تركيا الاثنين، سيتبعه فريق آخر لنقل مساعدات إنسانية الثلاثاء.
وفي بلدة جنديرس الحدودية مع تركيا، يحضن أب مفجوع رضيعه المتوفي بينما يصرخ "يا الله، يا الله". يقبّله على جبينه وينوح فوقه قائلا "قم يا ابني، قُم يا حبيبي"، غير مصدّق أن طفله من ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا. وبينما يواصل البكاء، يعانقه صديقه مهدئا إياه، ليجيبه بحزن شديد "لقد حرق قلبي".
وأمام مبنى مدمر بالكامل في البلدة ذاتها، يتكرّر المشهد نفسه: يعانق سامر ابن شقيقه أحمد (سبع سنوات) الذي قُتل والده ووالدته وثلاثة من أشقائه جراء انهيار منزلهم. يبكي بحرارة، ينقطع نفسه مكررا "الحمد الله على كل شيء". ثم يسير كأنه فقد تركيزه تحت وطأة الصدمة.