نتنياهو يريد تطبيعا يقفز على شروط السعودية

رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى أن السلام مع المملكة سيمثل قفزة نوعية، متمسكا بالوقت ذاته بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية معتبرا أنها أرض إسرائيلية.

القدس- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة، إن السلام مع السعودية سيمثل "قفزة نوعية إلى الأمام لأنها الدولة العربية الأكثر نفوذا"، فيما تأتي تصريحاته مع اختتام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة للمملكة استكشف فيها فرص التحاق الرياض بالدول التي وقعت اتفاق ابرهام للسلام في الشرق الأوسط قبل نحو عامين.

لكن السعودية سبق لها أن أوضحت موقفها من مسألة التطبيع، متمسكة بمخرجات المبادرة العربية للعام 2000 ومبدأ الأرض مقابل السلام بما يشمل اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

كما تطرح المملكة شروطا أخرى بحسب وسائل إعلام أميركية من بينها بناء برنامج نووي سلمي للأغراض المدنية وهو ما تعترض عليه إسرائل إلى جانب رفضها أي تفوق عسكري للرياض في المنطقة.

وفي حديث له مع فضائية 'سكاي نيوز' البريطانية، أضاف نتنياهو "يدنا ممتدة لجميع الدول العربية وبالتأكيد للسعودية وهو أمر بالغ الأهمية".

ولا تقيم المملكة أي علاقات مع إسرائيل وتؤكد عادة أنها ترفض تطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية.

وتابع "لدينا فرص عظيمة لدفع السلام في منطقتنا والسلام بين بلدينا ورفاهية شعوبنا، أعتقد أن ذلك سيغير التاريخ".

واعتبر أن السلام مع السعودية "سيكون قفزة نوعية إلى الأمام لأنها الدولة العربية الأكثر نفوذا ليس فقط في العالم العربي والإسلامي أيضا"، مضيفا "أعتقد بإمكانية إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وأعتقد أنه سيساعدنا أيضا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال في يناير/ كانون الثاني 2023، إن "الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية سيكون شرطا مسبقا للسعودية لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل".

وأضاف الوزير السعودي في تصريحات صحفية "قلنا باستمرار إننا نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل هو شيء يصب في مصلحة المنطقة، لكن التطبيع والاستقرار الحقيقي لن يأتيا إلا من خلال إعطاء الفلسطينيين الأمل والكرامة".

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي في حديثه عن اتفاقيات السلام "حققنا بالفعل نقطة تحول تاريخية واحدة مع معاهدات السلام الأربع لاتفاقات إبراهيم التي أبرمتها إسرائيل تحت قيادتي مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان".

ومن جانب آخر وصف نتنياهو الضفة الغربية بأنها "أرض إسرائيل". وقال إن "الاستيطان فيها (بالضفة الغربية) لا يمثل انتهاكا للقانون الدولي".

ولكن بموجب القانون الدولي تعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة "غير شرعية"، وقالت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة إن توسيعها "ينتهك" قانون حقوق الإنسان.

كما رفض نتنياهو الانتقادات التي وجهتها وزارة الخارجية الأميركية لقرار حكومته بإعادة المستوطنين إلى مستوطنة "حوميش" شمالي الضفة الغربية. وقال "هذه أرض إسرائيل، إنها بلادنا، لذلك أنا أختلف تماما مع ذلك، لكن أعتقد أن هناك شيئا واحدا صحيحا، الفلسطينيون هنا ولن نطردهم، ونحن هنا ولن يطردونا".

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد انتقدا قرار السماح للمستوطنين بالعودة إلى "حوميش" ومستوطنات أخرى بالضفة كانت قد أخلتها في العام 2005. وعن المسجد الأقصى قال نتنياهو "لا تغيير على الوضع القائم فيه".

وفي حديثه عن إيران عبر عن رفضه للمحاولات الأميركية لحل الأزمة المتنامية مع طهران من خلال الحوار. وقال عن ذلك "لا أعتقد أن الدبلوماسية وحدها ستنجح، إلا إذا اقترنت بتهديد عسكري ذي مصداقية أو الاستعداد لتطبيق الخيار العسكري إذا فشل الردع".

وتابع "إيران ملتزمة علانية بتدمير وتكرار المحرقة وتدمير ستة أو سبعة ملايين يهودي في إسرائيل، ولن نجلس مكتوفي الأيدي ونتركهم يفعلون ذلك. إذا كانوا في طهران يعتقدون أنهم يمكن أن يهددونا بمحرقة نووية فهم مخطؤون، سنفعل كل ما نحتاج لفعله للدفاع عن أنفسنا".

وتأتي هذه التصريحات وسط تقديرات إسرائيلية عن احتمال عودة واشنطن لاتفاق مع طهران، فيما شهدت الأسابيع الماضية حراكا من قبل مسؤولين إسرائيليين باتجاه واشنطن، قالت وسائل الإعلام إنه ركز على "الملف الإيراني والسلام بين إسرائيل والسعودية".