نتنياهو يسعى لتصعيد في جنوب لبنان لإرباك جهود التهدئة في غزة

هجمات متبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تلحق أضرارا في البنى التحتية للقرى والبلدات الحدودية.
لبنان يعبر عن أمله لتحقيق تهدئة في جنوب لبنان على ضوء هدنة في غزة

القدس - طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بتوسيع مستوى الضربات على لبنان فيما فسره كثيرون بأنه محاولة لإرباك جهود التهدئة فيما يتعلق بالحرب في غزة وخاصة مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لتحقيق هدنة.
وكان حزب الله أطلق أكثر من 100 صاروخ على المناطق التي لم يتم إخلاؤها في الجليل الغربي فيما ردت إسرائيل بتصعيد القصف على مدن وقرى جنوب لبنان. قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، السبت، إن أضرارا لحقت بمركز تجاري في كريات شمونة بإصبع الجليل (شمال) جراء سقوط صاروخ ثقيل أُطلق من لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي انه قصف موقعا عسكريّا في منطقة "الناقورة" بعد تحديد خلية تابعة لحزب الله إضافة لاعتراض الدفاعات الجوية طائرة مسيّرة أُطلِقَت من لبنان باتجاه مدينة عكا.
ويرى مراقبون ان رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه من اليمين الديني يسعون لتصعيد الجبهة الشمالية وذلك للتنصل من مقترح بايدن بشأن وقف إطلاق النار في غزة مع ابداء الحكومة الإسرائيلية امتعاضها منه وتأكيدها على طلب القضاء على حركة حماس.
ويعتقد ان نتنياهو وأحزاب اليمين الديني ستكون أكبر متضرر من انتهاء القتال في غزة وفي مختلف الجبهات وسط دعوات لتنظيم انتخابات مبكرة فيما تطالب المعارضة الإسرائيلية بمحاكمة نتنياهو بسبب الفشل في صد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي المقابل تسعى السلطات اللبنانية نحو التهدئة حيث أكدت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية اليوم السبت أن تصريحات جو بايدن حول غزة فرصة ونافذة لتطبيق حل الدولتين.
ورحبت الوزارة في بيان بتصريحات رئيس الولايات المتحدة حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وانسحاب اسرائيل من القطاع، وتبادل الأسرى" ، مشيرة إلى "أهمية أن تتضمن كافة المبادرات المتعلقة بإعادة الهدوء إلى الحدود الجنوبية اللبنانية على التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن 1701 ".
وأعلنت أن اللبنانيين عانوا كثيرا "ودفعوا أثمانا غالية بسبب تطبيق أنصاف الحلول، بدل البحث عن حلول دائمة تحفظ السلم والأمن الإقليميين".
وأضافت "حان الوقت لانسحاب إسرائيل من ما تبقى من أراض لبنانية محتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وانسحابها إلى الحدود اللبنانية المعترف بها دوليا، ووقف خروقاتها البرية، والبحرية، والجوية، من أجل الوصول الى مرحلة استقرار مستدام في جنوب لبنان".
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.