نتنياهو يسعى للإفلات من المحاكمة والفوز بالانتخابات الإسرائيلية

سقطت إسرائيل في مستنقع انتخابي منذ عام 2019 وهو العام نفسه الذي شهد توجيه تهم الفساد إلى نتنياهو، وهي التهم التي ينفيها. ومع اقتراب محاكمته تعمق الشقاق بين مؤيديه ومنتقديه.

الرملة (إسرائيل) - عاد أطول رؤساء الوزراء بقاء في المنصب في إسرائيل والشخصية السياسية الأكثر هيمنة واستقطاباً في جيله إلى مسار الحملة الانتخابية، بينما يستعد الإسرائيليون للاقتراع في الأول من نوفمبر تشرين الثاني في خامس انتخابات عامة في أقل من أربع سنوات.
وفي شارع مسدود بمدينة تشتهر بالجريمة في وسط إسرائيل يقف بنيامين نتنياهو على مسرح متنقل يحيط به جدار من الزجاج متعهدا عبر كوة في الجدار الزجاجي باستعادة القانون والنظام بينما يهتف الجمهور "بيبي الملك".
سقطت إسرائيل في مستنقع انتخابي منذ عام 2019 وهو العام نفسه الذي شهد توجيه تهم الفساد إلى نتنياهو، وهي التهم التي ينفيها. ومع اقتراب محاكمته تعمق الشقاق بين مؤيديه ومنتقديه.
ومن المتوقع أن يحصل حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو على أكبر كتلة من المقاعد في الكنيست. لكن مع تهم الفساد العالقة به والانتقاد المتصاعد لعلاقاته مع حزب يميني متطرف سريع النمو يمكن أن يعتمد عليه في تشكيل حكومة تتوقع استطلاعات الرأي أنه لن يكون هناك فوز بالضربة القاضية.
ولأسابيع تجوب "حافلة بيبي" معاقل ليكود في أنحاء إسرائيل في الوقت الذي يسعى فيه للحصول على تأييد الناخبين المنهكين من الطريق الانتخابي المسدود الذي لا نهاية له أبدا في حين تزيد أعباء المعيشة وتستمر المخاوف الأمنية من المتشددين الفلسطينيين.
وسأل نتنياهو الحشد بينما علت وجهه ابتسامة "هل تريدون استعادة الكبرياء الوطني؟ وتخفضون تكاليف المعيشة؟ وتستعيدون الأمان الشخصي؟" ثم أضاف "لست ملكا. الملك لا يُنتخب. أحتاج إلى أن أُنتخب وهذا يعتمد عليكم".
ووجه نتنياهو، الحليف الوثيق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سيلا من الانتقاد شديد البأس إلى رئيس الوزراء المنتمي إلى الوسط يائير لابيد الذي استمر ائتلافه الحاكم المرقع لمدة عام بعد الانتخابات الأخيرة غير الحاسمة أيضا.
لكن في وجود القليل من الخلافات بين الأحزاب في المسائل السياسية الكبيرة حول قضايا تمتد من القضية الفلسطينية وإيران إلى الاقتصاد، تُعتبر الانتخابات على نطاق واسع استفتاء شخصياً على نتنياهو الذي تشوهت على نحو متزايد صورة الصقر التي يمثلها بسبب متاعبه القضائية.
وفي حين أن الإقبال ضعيف نسبيا في الأماكن التي يحظى فيها ليكود بشعبية وأن نتنياهو راكد في استطلاعات الرأي فإن رئيس الوزراء السابق الذي شغل المنصب أول مرة في عام 1996 يحتاج إلى كل صوت يمكن أن يحصل عليه.
وفي الرملة اجتذبت "حافلة بيبي" نحو 250 شخصا. وفي وقت لاحق في اللد القريبة امتلأ قرابة نصف الحديقة الموجودة خارج المعبد الموجود في المنطقة السكنية والتي طولها 400 ياردة.
ويقول المنتقدون إن نتنياهو الذي يتزعم المعارضة في الوقت الحالي سيسعى بمساعدة من اليمين المتطرف إلى إصلاحات قضائية جذرية ستسمح له بتجنب المحاكمة والسجن المحتمل إذا أُدين، وهو ما نفاه.
وألقت المحاكمة بظلالها على إنجازات نتنياهو في آخر فترة شغل فيها المنصب عندما وقَعت إسرائيل الاتفاقات الإبراهيمية الخاصة بتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في ظل عملية توسطت فيها إدارة ترامب.
وقال المحلل السياسي أموتز أسا-إل من معهد شالوم هارتمان "إنه يقف وظهره إلى الحائط. ومن الواضح أنه يشعر بأن هذا (السباق) بالنسبة له معركة حياة أو موت".
وتحدث نتنياهو قليلا في حملته المنشورة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي عن التغيير القضائي مُرّكزا على أعباء المعيشة المرتفعة، وهي هم رئيسي للناخبين، كما تحدث مستنكرا محاكمته باعتبارها "دسيسة" و"مزحة".
وقال أسا-إل إن نتنياهو يقول، مثلما يقول ترامب، إنه ضحية مطاردة سياسية معتمدا في ذلك على تأييد الناخبين الذين لا تعنيهم كثيرا التفاصيل القضائية للمحاكمة.
ويرفض مؤيدو نتنياهو هذا المفهوم. وقال موتي كار (56 عاما) وهو مستورد نشأ في الرملة "يقولون إن ناخبي بيبي أغبياء وجهلاء... هذا غير صحيح. كيف يمكن أن تُنكر وجود ملوك الشوارع. ملوك الشوارع هم بالضبط من تحتاج إليهم في الشرق الأوسط. والشارع يريد بيبي".
وتُظهر استطلاعات الرأي أن كتلة نتنياهو تتأرجح بين نصر صغير وأقل قليلا من أغلبية برلمانية وأن يلعب حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه إيتامار بن-جفير، وهو قومي متطرف أدين في وقت من الأوقات بالتحريض العنصري، دور صانع الملك في الائتلاف المرتقب.
وقال أسا-إل إن النتيجتين ستجعلان فرصة الإصلاحات الجذرية ضئيلة إلى حد العدم.