نتنياهو يقاوم للاستمرار في الحكم في انتخابات حاسمة

اذا حسمت نتائج الانتخابات لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي سيكون في طريقه للتقدم على ديفيد بن غوريون مؤسس إسرائيل الذي بقي في المنصب 13 عاما، في سنوات الحكم.

إسرائيل تستعد لانتخابات حاسمة لمستقبل نتانياهو
نتانياهو يكافح لتحصين حياته السياسية بينما يواجه تهديدا مزدوجا في الانتخابات
الجنرال السابق بيني غانتس أقوى منافسي نتنياهو

القدس - يصوت الإسرائيليون الثلاثاء في انتخابات تنطوي على رهانات كبيرة في قرارهم بشأن تمديد ولاية رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو الطويلة في السلطة على الرغم من اتهامات الفساد ضده والمنافسة القوية من قبل قائد عسكري سابق.

ويدعم نتانياهو سمعته من خلال الترويج لنفسه كضامن لأمن إسرائيل ونموها الاقتصادي بعد أن أمضى أكثر من 13 عاما في المنصب. وتظهر استطلاعات الرأي أنه قادر على الفوز مرة أخرى.

وفي حال تحقق ذلك، سيكون رئيس الوزراء في طريقه للتقدم على ديفيد بن غوريون مؤسس إسرائيل الذي بقي في المنصب 13 عاما، في سنوات الحكم.

وفي نداء في اللحظة الأخيرة وجهه إلى الناخبين اليمينيين، قال نتانياهو السبت إنه يخطط لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في حال فوزه في الاقتراع.

وقد تؤدي هذه الخطوة المثيرة للجدل إلى القضاء على الآمال في حل الدولتين مع الفلسطينيين خاصة إذا تم ذلك على نطاق واسع.

ويكافح نتانياهو من أجل حياته السياسية بينما يواجه تهديدا مزدوجا في انتخابات هذا العام.

نتنياهو شكّل ائتلافا حكوميا هو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل
نتنياهو شكّل ائتلافا حكوميا هو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل

ويتمثل هذا التهديد باحتمال اتهامه بالفساد بينما ينافسه في استطلاعات الرأي تحالف وسطي (أزرق وأبيض) يترأسه الجنرال السابق بيني غانتس الجديد في الساحة السياسية.

وأظهرت استطلاعات للرأي أن حزب نتانياهو قد يفوز بعدد المقاعد أقل من تلك التي سيحصل عليها حزب غانتس، لكن لا يزال في وضع أفضل لتشكيل ائتلاف حاكم على أساس الدعم من الأحزاب اليمينية الأخرى المتحالفة معه.

وفي ظل حملة انتخابية حامية، تظهر استطلاعات الرأي أن كلا من الليكود و"أزرق وأبيض" سيحصل على ثلاثين مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، أقل بكثير من الأغلبية المطلقة وهذا ما يتطلب تشكيل تحالفات كما هو معتاد في إسرائيل.

ويرأس نتانياهو ما يعتبر فعليا الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وإذا صحت استطلاعات الرأي، فقد يكون ائتلافه القادم أكثر يمينية.

ويحذر محللون من التكهن بنتائج الانتخابات من الآن، مشيرين إلى عدد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم واحتمال فشل الأحزاب اليمينية الأصغر في الفوز بنسبة 3.25 بالمئة وهي نسبة الحسم المطلوبة لدخول البرلمان.

نتنياهو يسعى لتمديد ولايته
بنيامين نتنياهو يخوض معارك على أكثر من جبهة

وقال جدعون راهات من معهد إسرائيل للديمقراطية "يبدو أن كتلة الليكود لديها أغلبية"، لكنه أضاف "لا يزال من الممكن أن تتغير النتيجة لأن استطلاعات الرأي لا يمكن أن تحدد فعلا ما إذا كان حزب ما سيتجاوز العتبة المطلوبة".

وكان النصر يبدو مؤكدا لنتانياهو عندما قرر في ديسمبر/كانون الأول الدعوة إلى انتخابات مبكرة على الرغم من أنها لم تكن متوقعة، حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وكان يُنظر إلى الخطوة التي اتخذها المرشح البالغ من العمر 69 عاما والمعروف بحنكته السياسية، على أنها تكتيك لمواجهة اتهامات الفساد بولاية انتخابية جديدة، لكن هذا كله كان قبل أن يظهر غانتس كمنافس انتخابي خطير.

ومن العوامل التي ساعدت غانتس، قراره التحالف مع اثنين من كبار القادة العسكريين السابقين وكذلك مع وزير المالية السابق يائير لابيد وحزبه يش عتيد (يوجد مستقبل)، الذي يشغل حاليا 11 مقعدا في البرلمان.

ومنح إعلان المدعي العام في فبراير/شباط عزمه توجيه اتهامات لنتانياهو بالرشوة والاحتيال واستغلال الثقة دفعة إضافية لخصومه في الوقت الذي ينتظر فيه رئيس الوزراء جلسة للاستماع.

واستخدم نتانياهو الشعبوية المثيرة للانقسام طوال الحملة الانتخابية في ما وصفه النقاد بأنه شيطنة للعرب الإسرائيليين وغيرهم.

بيني غانتز
بيني غانتز أقوى منافسي نتنياهو

واستشهد نتانياهو بقانون صدر العام الماضي حول يهودية الدولة، أعلن فيه أن إسرائيل دولة للشعب اليهودي. وقال مؤخرا إن البلاد "ليست دولة لجميع مواطنيها".

من جهة ثانية، كان نتانياهو وسيطا في صفقة قد تنتهي بوصول عضو في حزب يميني متطرف ويرى كثيرون أنه عنصري، إلى البرلمان.

وراهن نتانياهو أيضا على تجربته وقدم نفسه كرجل دولة أساسي في إسرائيل، في الوقت الذي أدان فيه تحالف غانتس واصفا إياه بأنه يساري و"ضعيف"، بالرغم من خلفيته الأمنية، وواقع أن أفكار الطرفين السياسية متشابهة.

في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، التقى رئيس الوزراء مع حليفه المقرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويشكل قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وكذلك مساعدة بوتين في إعادة رفات جندي إسرائيلي مفقود منذ حرب لبنان عام 1982، عوامل تصب في مصلحة نتانياهو.

والجمعة قال رئيس الوزراء في مقابلة مع صحيفة 'إسرائيل اليوم' إن "المهم هو من يقود دفة الدبلوماسية"، مضيفا "أعمل ضد أكبر أعداء إسرائيل. أما هم فلا يفعلون ذلك".

ويمكن أن ينجذب الناخبون مرة أخرى إلى القيادة اليمينية لرجل يلقبه البعض بـ"الملك بيبي" بسبب شغله المنصب لفترة طويلة ولقبه منذ طفولته.

أما غانتس المظلي السابق الذي كان رئيسا لهيئة أركان الجيش ما بين 2011 و2015، فيركز على خلفيته الأمنية ويقدم في الوقت نفسه رؤية وسطية للقضايا الاجتماعية.

ويؤكد غانتس قدرته على معالجة الانقسامات التي يقول إنها تفاقمت خلال ولاية نتانياهو. وقال في مقابلة أجريت معه مؤخرا "أعتقد أن الوقت المناسب له لينهي عمله بكرامة قد حان". وعند إطلاق حملته الانتخابية، قال "لا يوجد قائد إسرائيل ملك".

ومع اقتراب موعد الانتخابات من المرجح أن يعتمد الكثير على مفاوضات ما بعد الانتخابات لتشكيل الائتلاف.

وقال الخبير السياسي أبراهام ديسكين "أيا تكن النتائج، قد يكون تشكيل الائتلاف هو الأكثر تعقيدا منذ عام 1961"، في إشارة إلى المدة التي أمضاها ديفيد بن غوريون في تشكيل الحكومة.

ويتوجه أكثر من ستة ملايين إسرائيلي الثلاثاء إلى مراكز الاقتراع التي ستفتح أبوابها في الساعة السابعة (04:00 بتوقيت غرينيتش).