نتنياهو يمني النفس بالتطبيع مع السعودية

استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية يصيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بخيبة أمل، بينما يعتبر أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة سيشكل "قفزة هائلة" نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
إسرائيل تطلب من الصين الضغط على إيران لكبح أنشطتها النووية

القدس - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية سيمثل "قفزة هائلة" نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأضاف خلال لقاء في القدس مع السناتور الجمهوري ليندسي هراهام "نريد التطبيع والسلام مع السعودية. نعتبر أن ذلك قد يكون قفزة هائلة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".

وتابع "يمكن أن يكون لهذا الاتفاق تبعات عظيمة وتاريخية لكل من إسرائيل والسعودية والمنطقة والعالم".

وبدأت إسرائيل إقامة علاقات دبلوماسية مع عدة دول عربية منذ عام 2020، منها الإمارات والبحرين، لكن الرياض أحجمت عن الاعتراف بإسرائيل، قائلة إن مثل هذا التحرك يجب أن يرتبط بتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية.

وتمسكت المملكة بمخرجات مبادرة السلام العربية التي طرحت في القمة العربية في بيروت عام 2002 وتنص على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.

وتعرض نتنياهو لخيبة أمل كبيرة الشهر الماضي عندما أدى اتفاق بوساطة الصين إلى عودة العلاقات بين السعودية وإيران، خصم إسرائيل الرئيسي في المنطقة. وأعادت طهران فتح سفارتها في الرياض يوم الأربعاء الماضي لأول مرة منذ سبع سنوات.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الاثنين إنها طلبت من الصين الضغط على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في بيان "لقد تحدثت إلى وزير الخارجية الصيني تشين قانغ حول الخطر الذي نراه في البرنامج النووي الإيراني، وهو خطر تتشاركه دول عديدة في المنطقة، بما فيها دول لديها علاقات دبلوماسية مع إيران".

وشدّد نتانياهو الإثنين على أنّ إسرائيل ستواصل "معركتها" لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية وذلك خلال مراسم تذكارية لضحايا المحرقة حضرها رضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق.

وفي إشارة إلى زيارته الأخيرة لبرلين، قال نتانياهو إنّه منذ ألمانيا النازية "تغيّر العالم، لكنّ الدعوات إلى إبادتنا لم تتوقّف واليوم يطلقها نظام الرعب في طهران"، مضيفا في كلمة عشية ذكرى المحرقة "نكافح بحزم ضدّ أيّ اتفاق نووي مع إيران يمهّد لها الطريق لحيازة أسلحة نووية".

وتابع في الكلمة التي ألقاها في نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست في القدس "للسبب نفسه، نخوض بحزم معركة ضد وكلاء الإرهاب من حولنا"، محذّرا من "ردّ إسرائيل الساحق" على أيّ نهج معاد.

وحضر المراسم رضا بهلوي نجل شاه إيران الذي أطاحت به الثورة الإسلامية في العام 1979. وقبيل المراسم قال بهلوي الذي وصل الاثنين إلى إسرائيل في أول زيارة له للدولة العبرية بدعوة من وزيرة الاستخبارات جيلا غامليل، إنّ النظام الإيراني الحالي لا يمثّل الشعب الإيراني.

وأضاف في تصريح للصحافيين "اليوم عندما يكون لدينا نظام ينفي وقوع المحرقة على الإطلاق، من واجبي أن أكون هنا أمثّل مواطنيّ، لتكريم ضحايا المحرقة وتقديم احترامي".

ووصلت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق التاريخي المبرم في العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة)، والمعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود وهي متوقفة منذ العام الماضي.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع طهران إلى التراجع تدريجا عن التزاماتها.

وفي فبراير/شباط أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها اكتشفت جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7 في المئة، أي أقل بقليل من 90 في المئة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.

وتنفي إيران أن تكون تسعى لحيازة أسلحة ذرّية، مشدّدة على أنّها لم تحاول يوما تخصيب اليورانيوم بنسبة تتخطى 60 بالمئة.