نتنياهو ينسق مع ترامب لمواجهة التهديدات الإيرانية

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتقد أن الرئيس الجمهوري المنتخب سيمنح مزيدا من الحصانة لسياسات اسرائيل التصعيدية في المنطقة وسيضاعف جهود حماية الدولة العبرية من الانتقام الإيراني.

القدس - بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء "التهديد الإيراني" مع دونالد ترامب في اتصال أجراه معه لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بينما تواصل الدولة العبرية الحرب في غزة ولبنان حيث أكد حزب الله أنه جاهز لخوض مواجهة طويلة.
وبعدما كان من أوائل الزعماء الدوليين الذين هنّأوا ترامب بعودته الى البيت الأبيض، أفاد مكتب رئيس الوزراء بأنه أجرى مع الرئيس السابق محادثة هاتفية "دافئة وودية".
وأضاف في بيان "هنّأ رئيس الوزراء الرئيس المنتخب على فوزه الانتخابي، واتفقا على العمل معا من أجل أمن إسرائيل. بحث الطرفان كذلك التهديد الإيراني".
وكان نتنياهو أشاد في وقت سابق الأربعاء بتحقيق المرشح الفائز "أعظم عودة في التاريخ"، ورأى أنها "بداية جديدة لأميركا وإعادة التزام قوية بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأميركا".
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي للحصول على دعم المرشح الجمهوري الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لمواجهة إيران التي تعهدت بالرد على الغارات الإسرائيلية الشهر الماضي حيث يعتقد أن الرئيس الجمهوري المقبل سيمنح مزيدا من الحصانة لتصعيد إسرائيل في المنطقة وسيضاعف جهود حماية الدولة العبرية من الانتقام الإيراني.

ويستحضر رئيس الوزراء الاسرائيلي الدعم الذي حصل عليه من ترامب خلال عهدته الاولى وخاصة التوصل لاتفاقيات سلام مع دول مثل الامارات والمغرب والبحرين في 2020 وكذلك نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس كاعتراف بأنها عاصمة للدولة العبرية.
وتغلب ترامب على منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، في انتخابات رئاسية أقيمت في الولايات المتحدة، الحليف السياسي والعسكري الأول لإسرائيل، على وقع الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في الشرق الأوسط. ووفرت إدارة جو بايدن دعما متواصلا بالأسلحة لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، على رغم أنها مارست ضغوطا على نتانياهو لأشهر للموافقة على الهدنة.
كما عملت واشنطن على التوصل الى حل دبلوماسي للنزاع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، بعدما تبادل الطرفان القصف عبر الحدود لمدة عام على خلفية الحرب في غزة، قبل أن تكثّف الدولة العبرية هجماتها الجوية وتبدأ عمليات برية في المناطق الحدودية أواخر أيلول/سبتمبر.
وأكد الأمين العام للحزب نعيم قاسم الأربعاء أنه لا يعول على نتائج الانتخابات الأميركية لوقف الحرب، مشددا على أنّ لديه عشرات الآلاف من المقاتلين المدرّبين لمواجهة إسرائيل.
وقال قاسم في كلمة مسجلة "يوجد لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات" عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل، مؤكدا أن "الإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو أماكن التموضع" و"قابلة لأن تمدنا لفترة طويلة".
وأضاف "لا يوجد مكان في الكيان الاسرائيلي ممنوع على الطائرات (المسيّرة) والصواريخ" التي يطلقها الحزب.
وأعلن حزب الله الأربعاء شنّ سلسلة هجمات طالت أهدافا في داخل إسرائيل، أبرزها قاعدتان عسكريتان قرب مدينة تل أبيب وسط الدولة العبرية، وقاعدتان بحريتان قرب حيفا في شمالها.

حزب الله يتعهد بتصعيد القتال ضد اسرائيل
حزب الله يتعهد بتصعيد القتال ضد اسرائيل

كما أعلن الحزب أنه أدخل الأربعاء الى الخدمة صواريخ "فاتح 110" الإيرانية الصنع التي يبلغ مداها نحو 300 كلم.
وفي توقيت شبه متزامن مع بدء كلمة قاسم، أصدر الجيش الإسرائيلي انذارات بإخلاء ثلاث مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، قبل أن يقوم بشنّ غارات جوية عليها في وقت لاحق.
وقال الجيش في بيان إن طائراته هاجمت "مقرات قيادة ومستودعات أسلحة وبنى عسكرية تابعة لحزب الله" في الضاحية.
وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة بعيد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبعدما أضعفت حماس في القطاع، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها العسكرية الى الجبهة الشمالية مع الحزب، وكثّفت غاراتها اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية.
وتؤكد إسرائيل أنها تسعى الى تفكيك البنية العسكرية للحزب وتأمين حدودها وإعادة عشرات الآلاف من سكانها الذين نزحوا من مناطقها الشمالية بسبب النزاع قبل نحو عام.
وأفاد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الأربعاء بأن أكثر من 2600 شخص "غالبيتهم من المدنيين"، قتلوا منذ 23 أيلول/سبتمبر حين بدأت إسرائيل بتكثيف ضرباتها.
وفي الخطاب الذي بُث بعد الإعلان عن فوز ترامب، أكد نعيم قاسم أن الحزب لا يعوّل على نتيجة الانتخابات الأميركية.
وأوضح "لن نبني توقّع وقف العدوان على حراك سياسي ولن نستجدي لوقف العدوان ... ولا نبني على الانتخابات الأميركية سواء نجحت هاريس أو نجح ترامب"، مضيفا "سنُعوّل على الميدان".
وأعلن الجانب الإسرائيلي أن الحزب أطلق الأربعاء نحو 120 مقذوفا عبر الحدود.
من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن إسرائيل شنت غارات جوية على منطقة البقاع في شرق لبنان ومدينة النبطية الجنوبية.
وأفاد مراسلون في بعلبك (شرق)، أن ضربات مكثفة استهدفت المدينة وضواحيها.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية فجر الخميس أنّ القصف الذي استهدف سهل البقاع (شرق) وكبرى مدنه بعلبك، أدّى إلى مقتل "40 شخصا وإصابة 53 آخرين بجروح".
وفجر الخميس استهدفت غارتان جديدتان على الأقلّ الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعيد توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات إلى سكان مبان في أربعة من أحياء هذه المنطقة بوجوب إخلائها.
وفي خطابه الثاني منذ تعيينه أمينا عاما لحزب الله الأسبوع الماضي، قال قاسم إنه إذا كان الإسرائيليون "يراهنون على أنهم يطيلون الحرب وتصبح حرب استنزاف.. فنحن حاضرون"، مضيفا "مهما مرّ الوقت سنبقى صامدين.. نواجهكم".