نجاة بزشكيان من محاولة اغتيال إسرائيلية..حقيقة أم ضجيج إعلامي

الرئيس الإيراني يؤكد أن إسرائيل قصفت مكان اجتماع حكومي، من دون أن يحدد متى وقعت محاولة الاغتيال.

طهران - أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه نجا من محاولة اغتيال، دبّرتها إسرائيل،  من دون أن يحدد متى، وذلك في مقابلة أجراها معه الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون وتم بثها اليوم الإثنين، فيما يأتي هذا الاتهام في ظل تصاعد كبير في حدة التوتر بين طهران وإسرائيل، خاصة بعد الحرب الأخيرة.

ويبدو أن بزشكيان يسعى من خلال إظهار استعداده للتضحية، إلى تأكيد تماسك القيادة الإيرانية في مواجهة التهديدات الخارجية وهي نظرية لطالما حرصت طهران على الترويج لها كلما واجهت أزمات معقدة.

ويمكن أن يُستخدم هذا الاتهام لتعزيز السردية الإيرانية بأن الجمهورية الإسلامية تتعرض لاعتداءات خارجية وتعمل على الدفاع عن نفسها وسيادتها. وسواء كانت محاولة الاغتيال صحيحة أم هي مجرد ضجيج إعلامي، فإنها تؤكد وجود حرب استخباراتية بين طهران وإسرائيل، تشمل محاولات الاغتيال والاختراقات الأمنية.

وقال بزشكيان "حاولوا، نعم. تحركوا على هذا النحو، لكنهم فشلوا"، مضيفا "لم تكن الولايات المتحدة من يقف خلف محاولة قتلي. كانت إسرائيل. كنت في اجتماع (...) حاولوا قصف المنطقة التي كنا نعقد الاجتماع فيها"، بحسب ترجمة لتصريحاته من الفارسية، من غير أن يوضح ما إذا كانت محاولة الاغتيال وقعت خلال الحرب الأخيرة. 

ولا تعلق إسرائيل عادة على مثل هذه الاتهامات بشكل مباشر، وتتبع سياسة الغموض فيما يتعلق بالعمليات الاستخباراتية. لذا، من غير المرجح أن تؤكد أو تنفي هذا الادعاء، مما يترك الباب مفتوحًا للتأويلات.

وفي 13 يونيو/حزيران شنّت الدولة العبرية حملة قصف غير مسبوقة على إيران، أسفرت عن مقتل كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين. ووقعت الهجمات الإسرائيلية قبل أيام من الموعد المقرر لبدء جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن والتي بدأت في 12 أبريل/نيسان.

وقُتل أكثر من 900 شخص في إيران خلال النزاع، وفقا للقضاء. وردت إيران على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل مما أسفر عن مقتل 28 شخصا، وفق السلطات.

وتدخلت الولايات المتحدة في الحرب التي استمرت 12 يوما وقصفت منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.

وخلال المقابلة مع كارلسون، صرّح بزشكيان بأنه "لا مانع" لدى بلاده في استئناف المحادثات النووية، شريطة استعادة الثقة بين البلدين، متابعا "كيف سنثق بالولايات المتحدة مجددا؟ نعود إلى المفاوضات لكن كيف نتأكد في خضمّها، أن النظام الإسرائيلي لن يُعطى الإذن بمهاجمتنا مجددا؟".

وحث الرئيس الإيراني نظيره الأمريكي دونالد ترامب على عدم الانخراط في حرب مع إيران يجره إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن اليوم الاثنين لإجراء محادثات في البيت الأبيض.

وقال "ترامب قادر على قيادة المنطقة نحو السلام ومستقبل أكثر إشراقا ووضع حد لإسرائيل. أو السقوط في حفرة.. حفرة لا نهاية لها.. أو مستنقع... لذا فاختيار المسار متروك لرئيس الولايات المتحدة".