نحو خطبة الجمعة.. جذابة ومؤثرة

خطبة الجمعة مهمة جداً ومؤثرة في حماية المجتمع من الفكر المتطرف الذي يهدد الأمن ومن التعصب الذي ينشر الكراهية المنتظر من خطبة الجمعة تعزيز قيم المحبة والتسامح والتعاون والاعتدال والتكافل وكل ما يحقق الأمن للمجتمع.

بقلم: يوسف القبلان

خطبة الجمعة شعيرة دينية، وركن أساسي في الخطاب الديني يقوم بدور مؤثر في تثقيف الناس دينياً، ومناقشة قضايا المجتمع المختلفة، هذا الخطاب تحظى منه العبادات بالنصيب الأكبر وهو توجه جميل، ويكتمل التوجه لو أعطى للمعاملات والممارسات ما تستحقه من وقت بما يتفق مع أهميتها في حياة الناس.

في مجتمعنا المسلم ارتفعت درجة الوعي لدى المتلقي وازداد علماً وثقافة مما يستوجب التجديد في خطبة الجمعة، هل يمكن القول بوجود فجوة بين خطيب الجمعة (المرسل) وبين المصلين (المستقبل)، إذا كانت هذه الفجوة موجودة، هل سببها التكرار في موضوعات الخطبة وكونها على وتيرة واحدة، أم الأسلوب التقليدي الثابت، أم الميل إلى لغة الترهيب أكثر من لغة الترغيب؟

هل ينسى الخطيب أحياناً أنه يتحدث إلى مسلمين، وأنهم ينتظرون أن تساهم خطبة الجمعة بالإضافة إلى القضايا الدينية في مناقشة قضايا ومشكلات اجتماعية مثل حوادث المرور، وخطر المخدرات والمحافظة على البيئة والممتلكات العامة والتوجيه والتوعية بشأنها؟ هذه القضايا وغيرها يمكن معالجتها في المسجد من خلال خطبة الجمعة، إذا استطاع الخطيب تقديم تشخيص وحلول دينية وعلمية وعملية وليس بأسلوب الوعظ المباشر الذي يستند على الصوت العالي اعتقاداً من الخطيب أن رفع الصوت هو الذي يحدث التأثير، كما أن الحلول والنصائح تكون مؤثرة بقوة محتواها وليس بالتأثيرات البلاغية.

خطبة الجمعة أيضاً مهمة جداً ومؤثرة في حماية المجتمع من الفكر المتطرف الذي يهدد الأمن، ومن التعصب الذي ينشر الكراهية، المنتظر من خطبة الجمعة تعزيز قيم المحبة والتسامح والتعاون والاعتدال والتكافل وكل ما يحقق الأمن للمجتمع.

كيف نجعل خطبة الجمعة جاذبة ومؤثرة؟ كيف تشد انتباه المتلقي كي ينصت ويتابع ويستوعب الرسالة المضمنة في الخطبة؟ كيف نجعله يحرص على الحضور المبكر للمسجد حتى لا تفوته الخطبة؟

إن أول ما يخطر على البال في الإجابة على السؤال السابق قوة معايير اختيار خطباء الجمعة ومن أبرز هذه المعايير بعد التأهيل العلمي معيار الثقافة العامة، والثقافة الدينية بشكل خاص، من المهم هنا التذكير أن التأهيل العلمي لا يعني الثقافة، وسواء كانت الخطبة مرتجلة أو مكتوبة فهي تحتاج إلى تحضير وتنويع في موضوعاتها، وإلى التأصيل العلمي حتى لا يقع في خطأ طرح آراء أو فتاوى شخصية لا تستند إلى دليل، كما تحتاج الخطبة إلى خطيب تتوفر فيه الصفات الأساسية التي تقوي مهارات الاتصال، وهذه يمكن تنميتها بالتدريب، ولعل وزارة الشؤون الإسلامية تراجع معايير اختيار الخطباء وتطورها، وتضع آلية لتقييم أداء الخطيب تشتمل على ثقافته ومهارته اللغوية والخطابية والموضوعات التي يطرحها من القضايا الدينية والدنيوية ومدى صلتها بالواقع.

نُشر في الرياض السعودية