نداءات لإعادة أبناء داعش إلى بلدانهم

الصليب الأحمر يسعى لإعادة أطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدانهم بينما ترفض دول غربية هذه الفكرة وسط مخاوف من تحولهم إلى مشاريع متطرفين.

أطفال الجهاديين يعيشون بعيدين عن ذويهم في مخيم الهول
ثلثا أطفال الجهاديين دون 12 من العمر في قسم منفصل بمخيم الهول
10 آلاف شخص بين نساء وأطفال أجانب مرتبطون بمقاتلين أجانب

نيويورك - قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير إن منظمته تريد أن يُسمح للمئات من أطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب في سوريا بالعودة إلى بلادهم وربما إعادتهم إلى أحضان عائلاتهم هناك.

ويعيش الأطفال بعيدين عن ذويهم في مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي يضم ما بين ثمانين ومئة ألف نازح جراء الهجوم الذي شنّته قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا على آخر جيب للتنظيم.

ويتم احتجاز نحو 10 آلاف شخص بين نساء وأطفال أجانب مرتبطين بمقاتلين أجانب في صفوف التنظيم في قسم منفصل من المخيم حيث نحو ثلثي الأطفال دون الثانية عشرة من العمر.

وقال ماورير في مؤتمر صحافي إن "أولويتنا هي السعي لإعادة الأطفال إلى بلادهم الأصلية حيث نأمل أنه لا تزال هناك عائلات لهم في حال كانوا غير مرافقين". ويؤوي مخيم الهول ما بين 30 و40 جنسية أجنبية.

وتابع ماورير أنه ما أن يتم التثبّت من هوية الأطفال سيبلّغ الصليب الأحمر الحكومات للبحث عن عائلات لهم في البلاد "التي يمكننا أن نعيد إليها الأطفال".

ولم يعط ماورير عددا محددا للأطفال غير المرافقين من قبل ذويهم في المخيم، لكنه قال إنهم "طبعا بالمئات وربما أكثر".

ومع انهيار آخر جيب للتنظيم في سوريا الشهر الماضي تتصارع الحكومات مع مشكلة المقاتلين الأجانب المعتقلين ونسائهم وأطفالهم.

واشتكى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر من قلة اهتمام الحكومات في التصدي لمشكلة المقاتلين الأجانب المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية واقتصار ردودها على توفير المساعدة الطارئة.

وقال ماورير، إن المشكلة الكبرى هي "كيفية إيجاد منظومة للتعامل مع فئات مختلفة من الناس تكون قادرة على تحديد الضحايا والنظر في قضايا فردية".

واستعادت فرنسا الشهر الماضي خمسة يتامى، لكنّ السلطات الفرنسية تقارب موضوع استعادة الأطفال على أساس كل حالة على حدة.

وترفض دول غربية استعادة الأطفال من أبناء الجهاديين الأجانب خشية تحولهم إلى مشاريع متطرفين في المستقبل باعتبار تشبعهم بأفكار تنظيم الدولة الإسلامية.

كما تمثل إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال معضلة أخرى سواء في مخيمات النازحين أو في حالة إعادتهم إلى البلدان الأصلية التي يتحدر منها آباؤهم من الجهاديين الأجانب.