نرجسية أردوغان تدفع العدالة والتنمية لفصل داوود اوغلو

اللجنة التنفيذية في الحزب تحيل 4 أعضاء على راسهم اوغلو الى اللجنة التأديبية مرفقا بطلب الفصل النهائي بسبب انتقاد سياسات الرئيس التركي.
احالة الرئيسين السابقين لفرعي الحزب في العاصمة أنقرة واسطنبول إلى اللجنة التأديبية مع طلب الفصل النهائي
الرئيس التركي يتخوف من ان تؤدي احزاب مشكلة من منشقين من حزب العدالة والتنمية الى تاكل شعبيته

أنقرة - قررت اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم بالإجماع، إحالة 4 أعضاء من الحزب إلى اللجنة التأديبية مرفقا بطلب الفصل النهائي.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الذي انعقد في وقت سابق الإثنين، برئاسة رئيس الحزب والبلاد رجب طيب أردوغان.
وستحيل اللجنة كلا من أحمد داود أوغلو وسلجوق أوزداغ وأيهان سفر أوستون وعبدالله باشجي إلى اللجنة التأديبية.
وأرفقت اللجنة التنفيذية إجراء الإحالة بطلب الفصل النهائي من الحزب.
كما تعتزم اللجنة إحالة الرئيسين السابقين لفرعي الحزب في العاصمة أنقرة واسطنبول إلى اللجنة التأديبية مع طلب الفصل النهائي.

وتأتي تلك الخطوة وسط شائعات تفيد بان منشقين عن حزب العدالة والتنمية يسعون لتشكيل حزب منافس في أعقاب هزيمة قاسية تعرض لها الحزب في الانتخابات المحلية في اسطنبول في يونيو/حزيران.

وكان رئيس الوزراء الاسبق داود أوغلو قد اختلف مع الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2016، وحل محله فيما بعد بن علي يلدريم في المنصب. وانتقد داود أوغلو في السابق سياسات حزب العدالة والتنمية وإدارة الحكومة للاقتصاد كما انتقد أردوغان نفسه.

ويبدو ان نرجسية اردوغان وسطوته لم تتحمل الانتقادات التي اطلقها داوود اغلو الذي دفعت غيرته على حزب العدالة والتنمية للعودة إلى المشهد السياسي هذا العام، بعد أن استشعر الضعف الذي لحق بالحزب الذي خيب الآمال في الانتخابات البلدية التي أُجريت مؤخرا.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
الرئيس التركي يرفض كل الاصوات الناقدة والمطالبة بتصحيح مسار حزب العدالة والتنمية

وكان رئيس الوزراء السابق قد أعلن بأن مجموعة من السياسيين الداعمين له من حزب العدالة والتنمية وأحزاب أخرى، باتت مستعدة لإطلاق حزب سياسي جديد في أغلب محافظات تركيا البالغ عددها 81 محافظة.

وهدم إعلان داوود أوغلو الذي يشعر بمرارة الإساءة، جسور العودة إلى أحضان الحزب الحاكم حاليا، حيث بدا انه يتبنى خطابا حادا منذ عودته إلى المشهد.

واتهم داوود أوغلو في 23 من أغسطس/آب الماضي قادة من حزب العدالة والتنمية، بلعب دور في التفجيرات التي حدثت بين الانتخابات التي أجريت مرتين في العام 2015.

وعبر في أبريل/نيسان الماضي عن عدم ارتياحه داخل الحزب في ظل تحالفه مع الحركة القومية، منتقدا بشدة سياسات أردوغان.

وذكرت 'سكاي نيوز' أن داوود أوغلو بدأ بالفعل في حشد شخصيات سياسية من حوله في حزب العدالة والتنمية، ما يعكس نواياه في إنشاء تكتل سياسي مناهض لأردوغان.

ويرجح أن يلتف حول رئيس الوزراء السابق، سياسيون بارزون استقالوا عن حزب العدالة والتنمية أمثال علي باباجان ونعمان كورتولوش وبشير أتالاي،  أحد المقربين من أردوغان الذي أقصاه عن دائرته السياسية المقربة، على إثر اختلاف في الرؤى السياسية.

وأعطى بدوره الرئيس التركي السابق عبدالله غول إشارات تفيد برغبته في إطلاق حزب جديد ينأى بنفسه عن حزب العدالة والتنمية.

ويرى محللون أن هناك إمكانية إنشاء تحالف بين معسكري غول وداوود أوغلو، لتشكيل حزب سياسي جديد بعد أن كثرت الاختلافات مع أردوغان، ما يعزز من توقعات تفكك حزب العدالة والتنمية الذي فقد مؤخرا كثيرا من شعبيته في الأوساط.

وكتب موقع 'أحوال تركية' الاثنين أن داود أوغلو وغول، يهدفان من وراء تأسيس حزبين جديدين إلى إنهاء عهد أردوغان وكسر هيمنته على مؤسسات الدولة.

ويشير محللون إلى وجود مؤشرات تدل على اقتراب نهاية عهد أردوغان الذي وصف زملائه السابقين بحزب العدالة والتنمية بـ"الخونة"، معلنا عن تصديه لقادة حزبه السابقين بشأن تشكيل أحزاب ستمتص من رصيده البشري بالشارع التركي.