نصرالله يقر بتلقّي حزب الله أكبر ضربة أمنية وعسكرية

الأمين العام لحزب الله يتوعد إسرائيل بحساب عسير وقصاص عادل بعد تفجير أجهزة اتصالاته.
نصرالله يؤكد أن القيادات البارزة في حزب الله لا تحمل "البيجر"
إسبانيا تعتبر أن تفجيرات البيجر تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي
الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا تابعة لحزب الله
مقتل جنديين إسرائيليين قرب الحدود مع لبنان
قائد الثوري الإيراني لنصرالله: إسرائيل ستواجه "ردا ساحقا من محور المقاومة"

بيروت - أقرّ حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله بأن الجماعة اللبنانية تعرضت لضربة "كبيرة وغير مسبوقة"، متهما إسرائيل بتفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزبه، متوعدا الدولة العبرية بـ"حساب عسير". 

وفي كلمة عبر الشاشة، خاطب نصرالله القادة الإسرائيليين بالقول "لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم"، مضيفا "لا تصعيد عسكري ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع أن تعيد السكان إلى الحدود".

وأكد أن القيادات الكبرى في حزبه لا يحملون أجهزة البيجر، مضيفا أن "بنية المقاومة كبيرة ومتماسكة".

وتابع أن ما فعلته إسرائيل "سيواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون"، مشيراً إلى أنه لن يحدد مكان أو زمان أو شكل الرد.

وأضاف أن إسرائيل أرادت من خلال تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية بلبنان الثلاثاء والأربعاء قتل 5 آلاف شخص في دقيقتين دون اكتراث.
وزاد أن "عدد أجهزة البيجر، التي يحملها عناصر حزب الله، يبلغ 4 آلاف، وهذا يعني أن إسرائيل كانت تتعمد قتل 4 آلاف شخص".
وقال "شكلنا لجان تحقيق متعددة بشأن ملابسات التفجيرات، ووصلنا إلى نتيجة شبه قطعية، لكن ننتظر التأكد منها".
وأشار نصر الله، إلى أن "حجم الإصابات في العيون كبير جراء تفجيرات أجهزة الاتصال ما سبّب ضغطا على المستشفيات في لبنان".
وأردف "كثير من تفجيرات أجهزة الاتصال حدثت في مستشفيات وأسواق وطرقات عامة وبيوت، وهذه المواقع فيها أساسا مدنيون أطفال ونساء".
وشكر نصر الله الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني "الذين أبلوا بلاء حسنا في التعامل مع ضحايا تفجيرات أجهزة الاتصال".
وقُتل ما لا يقل عن 37 شخصا وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف في انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكي تعرف باسم "بيجر" ثم أجهزة اتصال لاسلكي محمولة باليد يستخدمها أعضاء جماعة حزب الله، وذلك في موجتين وقعتا يوم الثلاثاء ولأربعاء.

ويقول لبنان والحزب المدعوم من إيران إن إسرائيل نفذت الهجوم، بينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها.

وأثناء إلقاء نصر الله كلمته قصف الجيش الإسرائيلي أهدافا تابعة لحزب الله في لبنان وقال رئيس الأركان إنه وافق على خطط للمنطقة الشمالية على الحدود.

"عدد أجهزة البيجر، التي يحملها عناصر حزب الله، يبلغ 4 آلاف".

وتابع "حولت منظمة حزب الله الإرهابية جنوب لبنان إلى منطقة قتال. وعلى مدى عقود، قامت بتسليح منازل المدنيين، وحفرت الأنفاق تحتها، واستخدم المدنيين دروعا بشرية".

وتابع "جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل على جلب الأمن إلى شمال إسرائيل من أجل تمكين السكان من العودة إلى منازلهم، وكذلك تحقيق جميع أهداف الحرب".

وذكر بيان منفصل للجيش أن رئيس الأركان الجنرال هيرتسي هاليفي استكمل في الآونة الأخيرة موافقته على خطط بخصوص المنطقة الشمالية.

وصدر البيانان قبل دقائق قليلة من أول خطاب يلقيه نصر الله منذ انفجار آلاف من أجهزة البيجر وغيرها كانت بحوزة أعضاء حزب الله.

وأعلن الحزب المدعوم من إيران اليوم الخميس شن هجمات بمسيرات على مواقع عسكرية شمال إسرائيل وقال في سلسلة بيانات إن عناصره "استهدفوا موقعي حانيتا ‏وراميا، وثكنة زرعيت (مرتين) بالصواريخ وقذائف المدفعية وتمت إصابتها مباشرة".‏
كما أعلن الحزب شن هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض المدفعية الإسرائيلية في مستوطنة بيت ‏هلل، مستهدفا أماكن تموضع ضباطها وجنودها، مشيرا إلى أنها أصابت أهدافها بدقة.
وذكر كذلك أن عناصره "استهدفوا ‏نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المرج بالأسلحة المناسبة، وأصابوها بشكل ‏مباشر، وأوقعوا فيها عددا من القتلى والجرحى".‏
وفي وقت سابق الخميس، أصيب عدد من الإسرائيليين جراء سقوط مسيرة أطلقت من لبنان في مستوطنة "وشاف يعارا" وفق صحيفة "هآرتس" العبرية، فيما تسببت مسيرات أخرى بحريق في مستوطنة "بيت هلل" قرب الحدود اللبنانية بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من جنوده قتلا اليوم الخميس في شمال إسرائيل وقالت قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية إن أحدهما قُتل بطائرة مسيرة والآخر بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه حزب الله عبر الحدود اللبنانية

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قوله لأمين عام جماعة حزب الله اليوم الخميس إن إسرائيل ستواجه "ردا ساحقا من محور المقاومة" الذي تتزعمه طهران ويضم عدة فصائل مسلحة موالية لها.
وتواصلت اليوم الخميس ردود الفعل الدولية المنددة بتفجيرات البيجر، حيث نددت وزارة الخارجية الإسبانية بالهجمات وقالت إنها تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي وتهدد استقرار المنطقة.

وقالت الوزارة في بيان "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس... من الضروري تجنب المزيد من تصعيد العنف وخطر الحرب المفتوحة ذات العواقب غير المتوقعة".

وجاء التنديد الإسباني بعد ساعات من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في مدريد.

واستنكر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان صادر عن بعثة الاتحاد لدى لبنان الهجمات التي استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية جماعة حزب الله، قائلا إن المسؤول عنها يهدف إلى "نشر الرعب في لبنان".

وقال إن "العشوائية المستخدمة غير مقبولة بسبب الأضرار الجانبية الحتمية والفادحة بين المدنيين، والعواقب الأوسع نطاقا على السكان بالكامل، بما في ذلك الخوف والرعب وانهيار المستشفيات".

وقالت الرئاسة الفرنسية اليوم الخميس إن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالات هاتفية مع قادة سياسيين وعسكريين كبار في لبنان ومكالمة منفصلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحثهم على ضبط النفس بعد انفجارات البيجر وأجهزة اتصال لاسلكية محمولة أخرى.

وقالت الخارجية الأميركية إن "واشنطن ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل ضد الإرهابيين بما في ذلك حزب الله ووكلاء إيران الآخرين".

وشددت على أن "موقف أميركا ثابت ضد كل التهديدات المدعومة من إيران بما في ذلك حزب الله اللبناني".

وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ ما يقرب من عام في صراع اندلع بسبب الحرب في قطاع غزة.