نظام بوتفليقة يحشد آلاف المتظاهرين لدعم الانتخابات

تظاهرات في عدد من المدن تشيد بقيادة الجيش وترفض ما تسميه التدخل الاجنبي في شؤون الجزائر.

الجزائر - خرج مؤيدون للحكومة الجزائرية إلى الشوارع السبت للتعبير عن تضامنهم معها قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها الشهر المقبل والتي ترفضها الحركة الاحتجاجية المناوئة للحكومة.
وشارك في المسيرات التي نظمها الاتحاد العام للعمال الجزائريين ما يزيد على عشرة آلاف شخص في عدد من المدن بأنحاء البلاد.
واتحاد العمال قريب من حزب الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، جبهة التحرير الوطني، الذي تمتع بدعم هذه النقابة طوال عشرين عاماً من حكمه حتى استقالته في نيسان/ابريل تحت ضغط الشارع.
وسبق أن خرجت تظاهرات "عفوية" في أنحاء البلاد كافة تأييداً للانتخابات، غير أنّها المرة الأولى التي تنظّم بطريقة رسمية من قبل هيئة قريبة من النظام، قبل أقل من 15 يوماً من الاقتراع  في مواجهة الاحتجاجات الأسبوعية الحاشدة التي بدأت منذ فبراير/شباط حين خرج مئات الألوف إلى الشوارع للمطالبة برحيل السلطة القائمة وابتعاد الجيش عن السياسة.
وفي اعقاب تنحي بوتفليقة، احتجزت السلطات عشرات الشخصيات البارزة بتهم فساد.

أدعو كل الجزائريين للتوجه إلى مراكز الاقتراع. هذا هو الحل الوحيد لأزمتنا

لكن عشرات الألوف من الأشخاص واصلوا احتجاجاتهم الأسبوعية للمطالبة برحيل النخبة الحاكمة بالكامل. ودفع الجيش، وهو المؤسسة الأقوى في الجزائر، باتجاه إجراء انتخابات في 12 ديسمبر/كانون الأول بوصفها السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة.
ويرفض المحتجون إجراء الانتخابات ويرون أنها لن تكون حرة أو نزيهة ما دام الحرس القديم في السلطة.
ويأتي تنظيم المسيرات السبت ردا على الاحتجاجات الأسبوعية. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تدعو للمشاركة في الانتخابات من أجل الجزائر.
كما رفع المتظاهرون ايضا لافتات كتب عليها "لا للتدخل الأجنبي"، في رد على قرار تبناه البرلمان الأوروبي الخميس ويدعو الجزائر إلى إيجاد حل للأزمة عبر "عملية سياسية سلمية ومفتوحة" كما يندد بـ"الاعتقالات التعسفية" التي تطاول المحتجين.
وردد المشاركون هتافات تؤكد تضامنهم مع الجيش وقائده أحمد قايد صالح الذي يطالبه المشاركون في الاحتجاجات الأسبوعية بأن يتبع خطى بوتفليقة ويتنحى.
وقال أحد المشاركين في مسيرة بالجزائر العاصمة "أدعو كل الجزائريين للتوجه إلى مراكز الاقتراع... هذا هو الحل الوحيد لأزمتنا".
وهتف المتظاهرون تأييداً للانتخابات الرئاسية، كما نعتوا المحتجين بـ"الزواف" في إشارة إلى فرق عسكرية كانت تتبع للجيش الفرنسي فترة الاستعمار، وتضم سكانا محليين.
وبينما يمنع التظاهر في الجزائر العاصمة، رسمياً منذ عام 2001، فإنّ الشرطة أحاطت بهذه المسيرة وأوقف عناصرها عدداً من الأشخاص الذين هتفوا بشعارات رافضة للانتخابات الرئاسية أو توجهوا بشتائم إلى التظاهرة.
وفي ظل عدم سعي الشرطة إلى فض التظاهرات الأسبوعية الضخمة، فإنّها تفرّق بشكل منهجي في الاسابيع الأخيرة كل التجمعات المناهضة للانتخابات في العاصمة.