نظرية المؤامرة لا تفسر بالكامل ما جرى في ليبيا

الملف الليبي ظل مفتوحًا ينتظر الفرصة التي أتيحت في فبراير 2011، فتم اقتناصها بنوايا مسبقة عطلت كل مبادرة لأي حل.
سرعان ما تطورت الثورة وتحولت لصراع مسلح ما بين قوات تابعة للقذافي والثوار الذين سيطروا على مدينة بنغازي ومدن ومناطق أخرى في ليبيا
الليبيون يحتفلون كل عام بالثورة واغتيال القذافي في مناخ من عدم اليقين بسبب أزمة سياسية عميقة واستمرار انعدام الأمن

القاهرة ـ إن نظرية المؤامرة لا تفسر بالكامل ما جرى في ليبيا كما أنها ليست بعيدة عنه بمعنى أنه: لم يجلس رجال المخابرات العربية والغربية وجواسيسهم وعملاؤهم من الليبيين في غرف مغلقة وخططوا ودبروا المكيدة للإيقاع بليبيا ونظامها السياسي، كما كان يحدث في عقود خلت ـ ولليبيا في مراحل سابقة تجارب عديدة مع هذا النوع من التآمر عليها بالانقلابات والاغتيالات والتخريب ـ إنما الذي جرى هو أن الملف الليبي ظل مفتوحًا ينتظر الفرصة التي أتيحت في «فبراير» 2011، فتم اقتناصها بنوايا مسبقة عطلت كل مبادرة لأي حل.
ولعل تعبير «المغرَّر بهم» كان وصفًا دقيقًا لبعض الذين تظاهروا، وربما وفّروا ـ دون معرفة أو وعي ـ المبرر الأخلاقي والقانوني لأطراف أجنبية عديدة للتدخل في ليبيا ضمن إطار قانوني وأممي يلتحف بقرارات من الأمم المتحدة ـ بغض النظر عن مشروعية وقانونية تلك القرارات ـ كان الكثير منها فعلًا غير قانوني ولا مبرَّر وكان مبنيًّا على أكاذيب وادعاءات لم يثبت حتى اليوم صدقها بل ثبت زيفها من قبيل استخدام النظام للطيران الحربي لقصف المدنيين، وغيرها من الدعاوى الزائفة التي تم استخدامها لتبرير التدخل.
وقد صدر حديثا عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب "17 فبراير خدعة الثورة وحقيقة المؤامرة " للكاتب مصطفى الفيتوري.
وثورة ليبيا سنة 2011 هي ثورة شعبية وأحداث ابتدأت في ليبيا بسلسلة من المظاهرات في الشوارع والاحتجاجات وأعمال العصيان المدني في يوم 15 فبراير/شباط 2011 لتبين اعتراض الناس الذين شاركوا فيها على قلة الحريات السياسيه وإنتشار الفساد، وانعدام حرية التعبير تحت حكم معمر القذافي. وارتبطت الاحتجاجات مع ثورة تونس وثورة مصر. 

أكاذيب وادعاءات لم يثبت حتى اليوم صدقها
علينا الاحتفال بهذه الذكرى رغم كل ما يحدث اليوم في البلاد

وسرعان ما تطورت الثورة وتحولت لصراع مسلح ما بين قوات تابعة للقذافي والثوار الذين سيطروا على مدينة بنغازي ومدن ومناطق أخرى في ليبيا. وفى 18 مارس/آذار 2011 أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين، وبعدها بيوم، في 19 مارس/آذار 2011، شنت فرنسا وأميركا وبريطانيا غارات على المواقع العسكرية التابعة للقذافي لوقف هجماته على المدن الليبية التي يسيطر عليها الثوار.
ويحتفل الليبيون كل عام بالثورة واغتيال القذافي في مناخ من عدم اليقين بسبب أزمة سياسية عميقة واستمرار انعدام الأمن.
وفي الذكرى السادسة للثورة الليبية تجمع آلاف الليبيين في ساحة الشهداء بوسط العاصمة التي أضاءت الألعاب النارية سماءها، ملوحين بالعلم الوطني، وكانت الساحة محاطة بتدابير أمنية مشددة اتخذتها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي.
وفى المساء كانت عشرات السيارات لا تزال تجوب الشوارع الرئيسية للعاصمة مطلقة أبواقها احتفالا، وقال رضا المحمودى (62 عاما) إنه أرسل نجليه للانضمام إلى الحشد فى ساحة الشهداء.
وأوضح "إنهما مراهقان. إذا قلت لهما إن البلاد معرضة للفوضى، فلن يفهما. كل ما يحتاجان إلى معرفته هو أنه قبل ست سنوات تخلصنا من 42 عاما من ديكتاتورية وحشية، وعلى غرار رضا، هناك كثير من الليبيين الذين لم يحتفلوا في بلد يعاني انعدام القانون.
غير أن فاطمة العربي (59 عاما) اعتبرت أن "علينا الاحتفال بهذه الذكرى رغم كل ما يحدث اليوم في البلاد. يجب علينا ألا نخلط الأمور". وأضافت "لا أريد أن ينسى أحفادي أهمية هذا".
وخارج العاصمة، عمت الاحتفالات الكثير من المدن، خصوصا بنغازى (شرق) حيث خرجت أول تظاهرة ضد النظام في 15 فبراير/شباط 2011، قبل أن يتخذ الحراك شكلا أكثر تنظيما ابتداء من 17 فبراير/شباط.