نعم للمصافحة ولا للقبل في العراق بسبب كورونا

قبيلة آل بوجياش في محافظة المثنى تقرر إلغاء التقبيل والاكتفاء بالمصافحة في المناسبات كإجراء وقائي لمنع انتشار الوباء الجديد، ومنظمة الصحة العالمية تكثف جهودها لمساعدة الدول المعرضة لخطر الفيروس.
حالات العدوى خارج الصين تثير قلق العالم
مخاوف عبر وسائل التواصل من التستر على حقيقة الوضع الصحي في إيران

بغداد - قررت قبيلة آل بوجياش في محافظة المثنى جنوبي العراق، إلغاء التقبيل والاكتفاء بالمصافحة في المناسبات، كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد.
وقال عضو هيئة الرأي في قبيلة آل بوجياش الشيخ منافي الجياشي إن "شيخ عموم القبيلة راجح رحيم قرر منع التقبيل في المناسبات كافة والاكتفاء بالمصافحة فقط، لمنع انتقال فيروس كورونا".
وأضاف أن الإجراء لقي ترحيبا واسعا من جميع أفراد القبيلة وكذلك قبائل أخرى، ونحن ندعم إجراءات الحكومة في مواجهة هذا المرض الخطير.

ويحظى التقبيل باهتمام كبير في العراق كما في بلدان أخرى، وهو عرف اعتاد عليه المواطنون منذ عقود من الزمن خصوصا في المناسبات.
واتخذت السلطات العراقية جملة تدابير احترازية إثر تسجيل حالات إصابة ووفيات في إيران، من بينها حظر دخول الإيرانيين إلى البلاد عبر المعابر الحدودية وتعليق رحلات خطوط الجوية العراقية إلى إيران من مطاري العاصمة بغداد والنجف (جنوب).
وفي يناير/ كانون الثاني قررت بغداد حظر دخول الأشخاص القادمين من الصين إلى البلاد، فيما أجلت رعاياها من مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي "كورونا"، حيث تم الإبقاء عليهم لمدة أسبوعين في الحجر الصحي.
ولم تعلن الحكومة العراقية عن تسجيل أي إصابة مؤكدة بالفيروس حتى الآن.
قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمي الأحد إن إيران أكدت ظهور 15 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا مضيفا أن العدد الإجمالي للوفيات في البلاد وصل إلى ثمانية.
وقال جهانبور "لدينا حتى الآن 43 حالة إصابة بالفيروس ووصل عدد الوفيات إلى ثمانية".
سجلت الصين انخفاضا آخر في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا خارج بؤرة تفشيه الأحد، لكن مسؤولي الصحة في العالم حذروا من أنه من السابق لأوانه التكهن بشأن تفشي المرض مع استمرار الارتفاع في عدد الإصابات الجديدة والمخاوف من العدوى في بلدان أخرى.
أعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين الأحد تسجيل 648 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، في ارتفاع عن عدد الحالات في اليوم السابق، مع تسجيل 18 حالة فقط خارج إقليم هوبي وهو أدنى عدد خارج بؤرة تفشي المرض منذ بدأت السلطات إعلان البيانات قبل شهر.
وناشد التلفزيون الرسمي المواطنين مواصلة توخي الحذر والامتناع عن المشاركة في تجمعات.
لكن عدد حالات العدوى خارج الصين ظل يثير قلق السلطات الصحية في العالم، إذ أعلنت كوريا الجنوبية الأحد عن رابع حالة وفاة نتيجة الفيروس و123 حالة إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي عدد المصابين هناك إلى 556 شخصا، أي أن العدد تضاعف من الجمعة إلى السبت.
وزاد عدد الحالات في إيطاليا، أكثر دولة في أوروبا تأثرا بالمرض، بما يزيد عن أربعة أمثاله إلى 79 السبت، وتوفيت حالتان.
وأكدت اليابان 27 حالة إصابة جديدة بالفيروس السبت، فيما رصدت إيران عشر حالات جديدة، رفعت العدد الكلي هناك إلى 29، وتوفي ستة أشخاص جميعهم منذ الثلاثاء مما زاد من القلق في الداخل وفي الدول المجاورة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخصص جهودا لمساعدة الدول المعرضة لخطر الفيروس ومنها 13 دولة في أفريقيا لها روابط مع الصين على الاستعداد لمواجهة الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 2400 شخص .
وشددت المنظمة على أن عدد الحالات خارج الصين لا يزال صغيرا نسبيا، وقالت إن أكثر ما يثير قلقها هو الحالات الجديدة التي أصيبت بالفيروس دون صلة واضحة بالصين كالسفر أو مخالطة حالة مؤكدة.
وفي اليابان، اعتذر وزير الصحة كاتسونوبو كاتو السبت بعد السماح لامرأة بمغادرة سفينة دايموند برنسيس السياحية التي تفشى بها الفيروس، ثم أثبتت الاختبارات إصابتها به. وتم رصد أكثر من 600 حالة إصابة على السفينة التي تمثل أكبر بؤرة تفش للمرض خارج الصين.
وغادرت هذه المرأة وهي في الستينات من عمرها السفينة الأربعاء بعد قضاء أسبوعين في حجر صحي على ظهر السفينة ولكن تم اكتشاف إصابتها بالفيروس بعد إجراء اختبار آخر لها. وستجري إعادة فحص 23 آخرين من ركاب السفينة.
وارتفع عدد حالات العدوى غير المرتبطة بالسفينة في اليابان إلى 132 السبت، ورفعت الولايات المتحدة مستوى التحذير من السفر إلى هناك.
وأعلنت الصين تسجيل 97 حالة وفاة جديدة بالمرض السبت، جميعها في هوبي ما عدا واحدة.
وتم تسجيل 82 من هذه الحالات في مدينة ووهان عاصمة الإقليم.
وبهذا يصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة في الصين إلى 76936 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 2442 حالة.
لم تشهد بكين وتشجيانغ وسيتشوان حالات عدوى جديدة في 22 فبراير/شباط للمرة الأولى منذ رصد تفشي المرض.
وحث التلفزيون الرسمي الأحد السكان على تجنب الاطمئنان الزائد بشأن انحسار المرض محذرا من أن الصين لم تصل بعد لنقطة التراجع. وأشار التلفزيون إلى أن الناس يتجمعون في أماكن عامة ومقاصد سياحية دون ارتداء كمامات.
ويراقب محللون عن كثب أي موجة ثانوية من حالات العدوى مع تخفيف القيود المفروضة على وسائل النقل وعودة الكثير من العاملين الوافدين للمصانع والمكاتب إثر تزايد القلق العالمي من أن إجراءات احتواء المرض تعطل الإنتاج في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتم ربط الحالات التي ظهرت في البداية في كوريا الجنوبية بالصين لكن بؤرة الإصابات الجديدة هي مدينة يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة.
وفي إيطاليا، أمرت السلطات بإغلاق مدارس وجامعات وإلغاء ثلاث مباريات في الدوري الممتاز لكرة القدم في منطقتي لومبارديا وفينيتو حيث ظهر عدد كبير من حالات الإصابة. والمنطقتان تساهمان بنحو 30 بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد.
وأدى إعلان السلطات الإيرانية عن ظهور عدة حالات ووفيات في أقل من خمسة أيام لظهور مخاوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت من تستر على حقيقة الوضع من المسؤولين. ونفى وزير الصحة الإيراني ذلك السبت.
واتخذت دول مجاورة لإيران إجراءات لمنع انتشار المرض لديها بما شمل تعليق العراق للرحلات الجوية لإيران ومنع مواطنيه من دخول البلاد.
كما أوقفت الخطوط الجوية الكويتية الرحلات من وإلى إيران وأعلنت السعودية أيضا قيودا على السفر إلى هناك.
وأعلنت الإمارات عن حالتي إصابة جديدتين السبت لمواطنين إيرانيين بما رفع العدد الإجمالي لديها إلى 13. وأعلن لبنان عن رصد أول حالة لامرأة قادمة من إيران.