نفايات الكمبيوتر الغربية تهدد البيئة في آسيا

كمبيوتر اليوم، كارثة بيئية في الغد

واشنطن - باتت أجهزة الحاسوب المتقادمة والقطع المتعلقة بها وأكوام التركيبات الإلكترونية الأخرى تهدد سلامة البيئة في جنوب شرق الصين ومناطق أخرى من العالم الثالث.
وكشف تقرير أعلن عن مضمونه في سياتل الاثنين النقاب عن الواقع الخطير الذي تخلفه هذه النفايات، فأطنان الأجهزة القديمة المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية تتراكم على امتداد الحقول الزراعية وضفاف الأنهار، رغم ما تحتوي عليه من تراكيب شديد السمية.
وكانت اتفاقية بازل قد حظرت في العام 1989 نقل النفايات الخطرة، لكن الولايات المتحدة لم تصادق على هذه الاتفاقية ومضت في سياستها الرامية للتخلص من نفاياتها التي تهدد البيئة خارج الحدود.
ويؤكد جيم باكيت المسؤول الذي يعمل انطلاقاً من سياتل في شبكة "بازل آكشن" المدافعة عن البيئة، والتي أصدرت التقرير؛ خطورة الطريقة التي يجري التخلص فيها من هذا النوع من النفايات الضارة، إذ يقول "لقد رأيت الكثير من الأماكن الملوثة في بلدان العالم الثالث، لكن هذه تفوق كل ما سبقها"، في إشارة إلى الحقائق التي لمسها في جنوب شرق آسيا.
وتأمل شبكة "بازل آكشن" أن تصدر قريباً العديد من التقارير الدولية التي تلفت انتباه الرأي العام العالمي لخطورة هذه الظاهرة على البيئة، بما يؤدي إلى ممارسة ضغوط على الشركات والسياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويبرهن التقرير " على أنّ النفايات الإلكترونية في طريقها لأن تغدو أكبر مشكلة نفايات في العالم. أما الخطورة الأشد فتكمن في التركيبات الإلكترونية التي تحتوي على مواد ضارة مثل الرصاص والكادميوم والمعادن الثقيلة الأخرى، التي تتسرب مباشرة إلى البيئة.
ويشير التقرير إلى أنّ ثمانين في المائة من النفايات الإلكترونية الأمريكية يتم نقلها إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم ما تتمتع به الأخيرة من قدرات تقنية تعينها على إعادة تصنيع القطع المستخدمة في أجهزة الحاسوب القديمة وإعادة فرز المواد التي تشتمل عليها هذه النفايات؛ إلاّ أنّ الحل الأيسر الذي تلجأ إليه هو تصديرها إلى الخارج بكل بساطة، فهذا هو الخيار الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، رغم عواقبه البيئية الضارة جداً.
وتفيد مصادر شبكة "بازل أكشن" أنّ النفايات الإلكترونية الغربية لا ترسو في نهاية المطاف في الصين وحدها، وإنما في بلدان أخرى في العالم الثالث كالهند وباكستان، وهو ما يجعل رقعة الخطر البيئي أكثر اتساعاً.