نقلة نوعية في التعاون المصري الروسي باتفاقية شراكة شاملة

الرئيسان الروسي والمصري يوقعان اتفاقية بشأن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
بحث مسألة استئناف الرحلات الجوية غير المنتظمة إلى الغردقة وشرم الشيخ.
الاتفاق على مبادرة إعلان العام 2020، عاما متبادلا للتعاون الإنساني

سوتشي (روسيا) - وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء اتفاقية بشأن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وجاء التوقيع عقب اجتماع قمة عقد في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود، بحث خلاله الرئيسان العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، وذلك في إطار زيارة السيسي إلى روسيا.

وخلال إعلان مشترك للرئيسين جرى بعد مراسم توقيع الاتفاقية، أشاد بوتين بالاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال القمة، مشيرا إلى أن محادثاته مع الرئيس المصري جرت في أجواء عملية بناءة.

وقال الرئيس بوتين إن الجانبين بحثا مسألة استئناف رحلات الطيران بين البلدين، لافتا إلى قرب استئناف الرحلات إلى شرم الشيخ والغردقة.

وقال بوتين ، في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري في سوتشي إن التبادل التجاري بين روسيا ومصر ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 60 بالمئة .

وأكد بوتين أنه بحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استئناف الرحلات الجوية غير المنتظمة إلى الغردقة وشرم الشيخ.

وقال بوتين "وافقنا أنا والرئيس السيسي على مبادرة إعلان العام 2020، عاما متبادلا للتعاون الإنساني " ، مشيرا أنهما بحثا بالتفصيل التعاون العسكري والعسكري التقني بين البلدين.

وقال "بحثنا بالتفصيل آفاق التعاون العسكري التقني. ولا يقل أهمية التعاون العسكري. روسيا ومصر تتعاونان بنجاح في هذه الاتجاهات على مدى عقود".

ووصف الرئيس الروسي التفجير الذي استهدف كلية بوليتيكنك في مدينة كيرتش غربي شبه جزيرة القرم الروسية بأنه "جريمة"، مشيرا إلى استمرار التحقيق في دوافعه وملابساته.

وقال بوتين "قبل قليل حصلت جريمة مأساوية في كيرتش، ودوافع هذه المأساة تدرس بعناية".

وأعرب بوتين عن تعازيه لذوي القتلى وقال، "نعزي أهالي ضحايا كيرتش ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل". من جانبه ، عبر الرئيس المصري عن تعازيه في ضحايا تفجير كيرتش الذي ، وصفه بـ "الاليم".

الرئيسان المصري والروسي بحثا بالتفصيل التعاون العسكري والعسكري التقني بين البلدين

وقال السيسي" باسمي واسم الشعب المصري أقدم خالص التعازي للرئيس الروسي والشعب الروسي في التفجير الذي وقع اليوم، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين."

على الصعيد نفسه ، أكد السيسي أن اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي تعد نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.

وأشار إلى أنهما تطرقا إلى القضية الفلسطينية ، قائلا :"لمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية".

ولفت الرئيس المصري إلى أن تطورات الأوضاع في سوريا حظيت بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سورية ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية.

وقال السيسي إنه حرِص على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر ، إزاء الحل السياسي في ليبيا ، والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، لتمكينها من القيام بمهامها بفاعلية.

وأشار الرئيس المصري إلى أنهما ناقشا تداعيات الاشتباكات الأخيرة ، التي شهدتها مدينة طرابلس ، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني .

وأكد السيسي على أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة للحل في ليبيا ، بجميع عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي أو دولي.