نهج علاجي واعد يروّض أشرس سرطانات الدماع

نتائج دراسة أميركية تشير إلى أن استهداف الخلايا النخاعية المرتبطة بالمرض قد يكون استراتيجية واعدة لإبطاء نموه وتحسين استجابة العلاج.

واشنطن - يواصل العلماء في مركز روبرت إتش لوري بجامعة نورث وسترن جهودهم لفهم الورم الأرومي الدبقي بشكل أفضل وتطوير علاجات جديدة من خلال الأبحاث والتجارب السريرية.

وفي دراسة حديثة استخدم العلماء ناهضا دوائيا لاستهداف مسار معين في خلايا الورم ما ساعد على إعادة برمجة الاستجابات المناعية. وقالت الدكتورة هندا نجم زميلة ما بعد الدكتوراه إن النتائج أظهرت أن تنشيط هذا المسار يمكن أن يُحدث فرقا كبيرا في استجابة المناعة للورم.
كما تم دراسة استخدام خلايا بائية معينة لمحاربة الأورام. وأظهرت الأبحاث أن لقاحات هذه الخلايا يمكن أن تتسلل إلى الورم وتنتج أجساما مضادة تحارب الخلايا الورمية وتمنع انتشارها. كما تم تطوير تقنية جديدة تعتمد على الموجات فوق الصوتية لاختراق الحاجز الدموي في الدماغ، ما يسمح بوصول الأدوية والعلاج المناعي مباشرة إلى الأورام. ويُعتبر هذا تطورا مهما في علاج الورم الأرومي الدبقي نظرا لصعوبة علاجه.

وأوضح الدكتور جيسون ميسكا الأستاذ المساعد في جراحة الأعصاب أن حالة نقص الأكسجين داخل الورم تدفع العديد من جوانب نموه ومقاومته للعلاج. لذا فإن فهم هذه الآليات يمكن أن يفتح آفاقا لعلاجات جديدة. وحقق ميسكا اكتشافا هاما يتعلق بخلايا المناعة الخاصة في بيئة هذا الورم والتي تُعرف بالخلايا النخاعية المرتبطة به. وتشير النتائج إلى أن استهداف هذه الخلايا قد يكون استراتيجية واعدة لإبطاء نموه وتحسين استجابة العلاج.
وإلى جانب الجراحة والعلاج الكيميائي، يُعتبر تحفيز الجهاز المناعي أمرا أساسيا في علاج الورم الأرومي الدبقي، حيث تتواجد فيه خلايا مناعية محدودة.

يُعتبر تحفيز الجهاز المناعي أمرا أساسيا في علاج الورم الأرومي الدبقي

وتفتح الدراسات والأبحاث آفاقا جديدة لعلاج هذا النوع العدواني من الأورام، حيث توصّلت دراسة جديدة نشرت في مجلة أبحاث السرطان الجزيئية الى أن قنوات أيونات الكلوريد تلعب دورا حاسما في انقسام ونمو خلايا الورم. وتمكن الباحثون من وقف تكاثر هذه الخلايا السرطانية المزروعة في المختبر عن طريق حجب تدفق الأيونات باستخدام مواد محددة.

ويعتبر هذا الورم من أكثر أنواع أورام الدماغ شيوعا وعدوانية، حيث يبلغ متوسط مدة البقاء على قيد الحياة حوالي 15 شهرا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض الأميركية.

ويتكون من نوع خاص من الخلايا تُعرف بالخلايا النجمية والتي تشكل الجزء الأكبر من الخلايا في الجهاز العصبي المركزي. بالاضافة الى أنه يتميز بانتشاره السريع إلى مناطق أخرى في الدماغ، ما يؤثر سلبا على القدرات البدنية والعاطفية والمعرفية للمريض ويحد من إمكانية أداء المهام اليومية. ويمكن تشخيص المرض في أي مرحلة عمرية، لكن غالبا ما يُكتشف لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما، وفقا للجمعية الوطنية لأورام المخ.