نهى حمدالله تطلب الإغاثة

عبدالعزيز أبونبعة: رواية "أغثني" عبارة عن سفر في آلة الزمن، حيث يتجول قارئها داخل المشاعر والعواطف الإنسانية.
الكاتبة تسلط الضوء على الجوانب السلبية والقضايا المجتمعية والظروف القاهرة 
شخوص الرواية تتحرك، وتتنفس، وتتجسد أمام القارئ، بل وترقص أنفاسها طربا على أوتار رحلة السرد الطويلة

عمان ـ  احتفت مكتبة عبدالحميد شومان العامة في جبل عمان، مساء الأربعاء بإشهار وتوقيع رواية "أغثني" للكاتبة نهى حمد الله، وذلك ضمن برامج قراءات في المكتبة.
وقال الأكاديمي د. عبدالعزيز أبو نبعه الذي قدم الحفل وأدار الحوار مع الجمهور "لقد امتلكت المبدعة نهى حمدالله ناصية البيان بحق، من سعة الخيال، وقوة التعبير، حتى أن لغتها كانت بمستوى لغة عميد الأدب طه حسين في استعمالها اللغة العربية الفصيحة". 
لكنه اعتبر أن معظم كتاب الرواية في مصر قد أسرفوا في استخدام اللغة العامية المصرية في رواياتهم؛ أمثال يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس، أما كاتبتنا حمدالله فاستخدمت اللغة العربية الفصيحة، لغة القرآن الكريم، وهذا ما ينم عن الإبداع واحترام لغتنا الجميلة، وعن الذوق الأدبي الرفيع. 
وبحسب أبو نبعه، فإن الرواية عبارة عن سفر في آلة الزمن، فعندما تقرأ رواية أغثني، فإنك تتجول داخل المشاعر والعواطف الإنسانية، وتمر أمامك مثل فيلم سينمائي تشاهده عن بعد.
أما الاديب والإعلامي د. محمود الرجبي، فأكد أن "أغثني" رسمت أحداثا مترابطة ومتسلسلة، مع توظيف العديد من الصور التشبيهية والبلاغية بغية إضفاء لمسات جمالية على السرد، فيشعر القارئ بالطرب والاستمتاع وهو يقرأ النص. 

shoman
سعة الخيال، وقوة التعبير

وبين الرجبي أن الرواية تلامس التراكيب الفنية بصورة تثير قلب القارئ ووجدانه وشغفه وإلهامه، فتحمله على متابعة القراءة من دون ملل أو كلل، لافتا إلى أن شخوص الرواية كانت تتحرك، وتتنفس، وتتجسد أمام القارئ، بل وترقص أنفاسها طربا على أوتار رحلة السرد الطويلة.
لكن صاحبة الرواية، نهى حمدالله، لفتت إلى أن "أغثني" تتناول قصصا واقعية مختلفة لأبطال كثر، ففيها من يعاني مشاكلَ أسرية ومظالم مجتمعية واقعية متنوعة كـ"زواج القاصر، واليتم، ومشاكل أهل الزوج، والمشاكل الأسرية، والطلاق، والعقم، والإعاقات الجسدية والنفسية، والحروب".
وأوضحت حمدالله أنها سلطت الضوء على الجوانب السلبية والقضايا المجتمعية والظروف القاهرة تبعا لأحدا قصة نور ومريم والأدوار والأحداث المؤثرة في حياتهما، مؤكدة أن كل العوالم التي حدثت في القصة هي واقعية (ومن رحم الواقع الذي لم يعد واقعا). 
وأشارت إلى أنها استمعت للعديد من قصص النساء اللواتي عانين الضرب المبرح والعنف الجسدي والتعنيف والتجريح اللفظي أثناء الزواج، وعايشت ظروفهن، ومنعطفات حياتهن - التي تبدو للقارئ - أنها لا تنتمي إلى عصرنا الحديث الذي يمنح للمرأة حقوق عظيمة للعيش في حياة كريمة.
وبحسب حمدالله، فإن لـ"أغثني" مكانة عظيمة في قلبها، فعلاوة على أنها المولود الأول لها، فهي العمل الفائز لإلهام أخريات عايشن مرارة الذل والصمت، والضرب، والتنكيل، كما أن لها هيبة مرعبة، هي قصة وجعي الأول وقصة نجاحي الأولى.
وحمد الله، خريجة علوم الحاسوب من كلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات من الجامعة الأردنية. عملت كمعلمة حاسوب في مدارس خاصة. لديها عدة أعمال أدبية خاصة بالأطفال والعديد من النشاطات والمشاركات الأدبية المختلفة.