نوبل للسلام تختار مهندس المصالحة في القرن الإفريقي

الجائزة الأرفع من صنفها تختار تكريم رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد تقديرا 'لجهوده من أجل التوصل إلى السلام وخدمة التعاون الدولي، وخصوصا لمبادرته الحاسمة في تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا'.
حكومة أبيي قامت بإصلاح قوات الأمن وأبرمت اتفاق سلام مع إريتريا لإنهاء عقدين من العداء
رئيس الوزراء الإثيوبي ساعد في التفاوض حول اتفاق سلام بين القادة العسكريين السودانيين والمعارضة
غوتيريش: قيادة رئيس الوزراء أحمد قدمت نموذجا للدول الإفريقية وغيرها
العفو الدولية: منح الجائزة لأبيي يجب أن تشجعه على القيام 'بمزيد من الإصلاحات في مجال الحقوق الإنسانية'

اوسلو - منحت جائزة نوبل للسلام الجمعة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، مهندس المصالحة الكبيرة بين بلده واريتريا المجاورة.

وقالت رئيسة لجنة نوبل للسلام النروجية، بيريت رايس اندرسن إن الجائزة منحت لأبيي تقديرا "لجهوده من أجل التوصل إلى السلام وخدمة التعاون الدولي، وخصوصا لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا".

وأضافت أن الجائزة تهدف أيضا إلى "الاعتراف بكل الأطراف الفاعلين الذين يعملون من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا ومنطقتي شرق وشمال شرق إفريقيا.. وقد رصدنا مجهوداته في السودان وكينيا والصومال".

واشارت لجنة نوبل أيضا إلى جهود الرئيس الإريتري إيساياس أفورقي.

وقالت إن "السلام لا ينبع من أعمال طرف واحد. عندما مد رئيس الوزراء أبيي يده، قبلها الرئيس أفورقي وساهم في بناء عملية السلام بين البلدين.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن منحه جائزة نوبل للسلام "يشرفه" و"يسعده"، مرحبا "بجائزة منحت إلى إفريقيا".

وقال أبيي في اتصال هاتفي قصير مع مؤسسات نوبل التي بثته على الانترنت "أتصور أن كل القادة الأفارقة الآخرين سيفكرون أنه من الممكن العمل على إجراءات لبناء السلام في قارتنا".

ورأت منظمة العفو الدولية الجمعة أن منح جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإثيوبي يجب أن تشجعه على القيام "بمزيد من الإصلاحات في مجال الحقوق الإنسانية" في ثاني أكبر بلد في عدد السكان في إفريقيا.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن ارتياحه لمنح الجائزة إلى مهندس المصالحة بين بلده وإريتريا المجاورة، التي رأى انها تغذي الآمال في إحلال "استقرار" في المنطقة.

وقال غوتيريش في بيان من كوبنهاغن حيث يشارك في اجتماع لشبكة لمدن كبرى حول المناخ إن اتفاق السلام "أمن فرصا جديدا للأمن والاستقرار في المنطقة، وقيادة رئيس الوزراء أحمد قدمت نموذجا للدول الإفريقية وغيرها التي تسعى إلى تجاوز معوقات الماضي ووضع مصلحة السكان في المرتبة الأولى"

من جهتها رأت منظمة العفو الدولية أن منح الجائزة لأبيي أحمد يجب أن تشجعه على القيام "بمزيد من الإصلاحات في مجال الحقوق الإنسانية" في ثاني أكبر بلد في عدد السكان في إفريقيا.

وقالت المنظمة غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان إن "هذه الجائزة تعترف بالعمل الحاسم لحكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد لبدء إصلاحات للحقوق الإنسانية في إثيوبيا بعد عقود من القمع على نطاق واسع".

وأضافت المنظمة أنه منذ وصول أبيي إلى السلطة في نيسان/ابريل 2018، قامت حكومته خصوصا "بإصلاح قوات الأمن" وأبرمت "اتفاق سلام مع إريتريا المجاورة لإنهاء عقدين من العلاقات العدائية و"ساعد في التفاوض حول اتفاق سلام بين القادة العسكريين السودانيين والمعارضة المدنية مما أنهى أشهرا من التظاهرات".

وتابعت "يجب أن تدفعه هذه الجائزة وتحفزه على التصدي للتحديات الاستثنائية في مجال الحقوق الإنسانية التي تهدد بتقويض التقدم الذي تحقق حتى الآن".

وكانت 300 شخصية وشخصية على الأقل مرشحة هذه السنة للجائزة.

ومنحت نوبل للسلام العام الماضي إلى الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي والأيزيدية ناديا مراد التي كانت أسيرة لدى تنظيم الدولة الإسلامية. والفائزان يعملان من أجل “وضع حد للعنف الجنسي كسلاح في الحرب".

والجائزة هي قلادة ذهبية وشهادة وشيك بقيمة تسعة ملايين كورون سويدي (حوالى 830 ألف يورو)، ويتم تسليمها في أوسلو في 10 كانون الأول/ديسمبر المقبل ذكرى وفاة مؤسسها الصناعي ورجل الأعمال الخيرية السويدي الفريد نوبل (1833-1896).

وفي وصية كتبها قبل وفاته، عبر مخترع الديناميت عن رغبته في مكافأة "الذين قدموا للبشرية خلال العام أكبر الخدمات".

وبعد نوبل للسلام الجائزة الوحيدة التي تمنح في أوسلو، سيختتم موسم الجوائز هذه الإثنين بإعلان اسم الفائز في نوبل للاقتصاد.